المقالات

قصة النمل الذي اكل بيدر القمح..!

2016 2020-10-14

 

سرى العبيدي||

 

ليس هناك من بلد أقوى من العراق الذي يتنافس أبناؤه على هدمه منذ أمد بعيد، ولا يزال إلى اليوم صامدا لا ينهار.!!

ما يجري اليوم في بلدنا من استنزاف رهيب لوجوده يؤكد هذه القاعدة: نخبة متنفذة لا ترتبط بالبلد ـ وجدانياـ  ولا ترى فيه مستقبلها ومستقبل أبنائها، وإنما مجرد فرصة نادرة لتكديس أكبر كم ممكن من المال ثم التقاعد (الاختياري أو القسري) في بلد أجنبي، لتأتي بعدها نخبة جديدة سرعان ما تشرع في إستنزاف ماتبقى .

القصة كقصة النمل مع بيدر القمح المخزون في صومعة: دخلت نملة فأخذت حبة وحملتها على ظهرها وخرجت، ثم دخلت نملة أخرى فأخذت حبة وحملتها على ظهرها وخرجت، ثم جاءت نملتين فحملتا حبتين على ظهريهما وخرجتا، ثم جاءت ثلاث نملات فحملن ثلاث حبات على ظهورهن وخرجن.....

بيدر القمح كبير، ويتسع لكل النمل، والنمل أيضا كثير.. دوامة من التنافس على النهب لن تنتهي إلا بانهيار البلد، أو بإنتهاء ما في الصومعة ... و ذالك بسبب المخاض العسير الذي أنتج دولة معاقة، تسيرها مجموعة عسكرية ومدنية معاقة فكريا و ثقافيا، تتصرف حسب مبدأ ردود أفعال، ويطبعها المزاجية والأنانية في طريقة التفكير،وليس لديها مشروع وطني واضح المعالم للنهوض بما تبقي من هذا المنكب البرزخي، إلا الأستحواذ على ثروته الوطنية بمختلف السبل...

الأحزاب ومن يتزعمها، عبارة عن شركات خاصة، أو أحزاب مخصخصة، وملك خاص لمن يتزعمها، وهي عبارة عن الوجه الآخر والرديء للعملية السياسية التي أفرزتها و دعمتها، لكي يتسني لمصمم العملية السياسية، وهو ليس عراقي بالتأكيد،  السيطرة على هذه الأحزاب و توجيهها حسب المناخ السياسي السائد وحسب متطلباته وإحتياجاته، كي لا تشكل خطرا حقيقيا على مصالحه، و ذالك لخلق توازن شكلي يتيح له الخلود في هذا البلد .. إلى أن يستيقظ قائد فرقة عسكرية أو حتى آمر كتيبة أو رئيس حرس، و يستولي على السلطة التي أنهكها النمل..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك