منهل عبد الأمير المرشدي||
أبو محمد موظف حكومي منذ ثلاثين عام وفي كل شهر يستلم راتبه مثل كل الموظفين الصغار والكبار العسكريين والمدنيين العقود والإجور والملاك في موعده المحدد (راس الشهر) .
استلم راتبه في الشهر الماضي بعد إن تأخر الراتب أكثر من عشرة أيام في زمن حكومة السوشيل ميديا وتوجه الى البيت لكنه سمع ّان المسجد للصلاة فقرر أن يصلي أولا ليشكر الله على نعمائه ومن ثم يذهب لبيته .
كان أبو محمد فرحا مرتاحا بإستلام الراتب بعد أن تفضل وتكرم وقرر رئيس الوزراء الكاظنمي بصرف الراتب للموظفين لأن الخزينة العراقية خاوية من الأموال الا ما ترسله كل شهر للبره زاني في اربيل .
كان الرجل فرحا ايضا لأنه لم يصلي في المسجد منذ عدة سنين . بعد انتهاء الصلاة قام الإمام شيخ المسجد ودعا الناس للتبرع لصيانة بناية المسجد . إزداد أبو محمد هنا فرحا وسعادة فهذه فرصة لعمل الخير وقال في نفسه الحمد لله سأتبرع بالف دينار ورب العالمين سيعوضني خير أكيد . ادخل يده في جيبه وأخرج الف دينار ووضعه بفتحة صندوق التبرعات .
بعدها مباشرة هناك رجل معمم يجلس خلف أبو محمد نغزه من كتفه بإصبعه وأعطاه مبلغ كبير من المال فأخذهن منه ووضعهن في صندوق التبرع ورقة بعد ورقة وهنّ من فئة عشرة الاف دينار و خمسة وعشرين الف دينار ويقول في نفسه كم هو كريم هذا الرجل المعمم بارك الله به .
بعد ان انتهى خرج من المسجد فشاهد الرجل المعمم واقفا يحنذي نعله فشكره على كرمه واخلاقه وقال له . تقبل الله منكم شيخ وبارك الله بك وكثّر من أمثالك .
فأجابه الرجل . عفوا ابني انا لم افعل شيء غير الواجب (هذني وگعن منك لما دخلت ايدك بجيبك قبل شوي .؟؟؟؟؟ ) .
تبين إن ابو محمد تبرع براتبه من دون أن يدري نقل على أثرها للمستشفى وبقي في ردهة الطوارئ ثلاثة أيام يعاني من ذبحة صدرية وارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكري . .
في هذا الشهر لا زال أبو محمد ينتظر كما هم كل الموظفين إنجازا جديدا لرئيس الوزراء في أن يقرر ويوعز بصرف رواتب الموظفين بعد ان تجاوز الأمر شهرا ونصف الشهر وقد تم ارسال المبلغ المحدد ب350 مليار دينار شهريا الى أربيل قبل عشرون يوما لكن أبو محمد يخشى أن يكون راتبه قد ذهب تلقائيا وبأثر رجعي الى صندوق تبرعات الكاظمي لترميم قصور وصايف البره زاني والله يحب المحسنين .