المقالات

المقاومة ليست بديلا عن الحكومة 


محمود الهاشمي ||   يعتقد البعض سواء في العراق او لبنان او اليمن او فلسطين ان المقاومة تتجاوز على اداء الحكومة وتأخذ دورها وواجباتها . هذا الامر غير صحيح وبعيد عن الحقيقة ،فحركات التحرر تمثل هوية الشعب وتطلعاته واهدافه في الحفاظ على الارض والعرض والمال والسيادة والكرامة ،وهذه من اولويات اي حكومة وطنية ،واذا ماحادت  الحكومات عن واجباتها اتجاه الشعب فليس من الصلاح ان ننسجم معها في التراجع والتخاذل انما من الواجب تقويم اداء الحكومات والاخذ بيدها نحو مواطن النجاح ،فمثلا اذا ارادت الحكومة ان تذهب باتجاه (التطبيع ) مع العدو الصهيوني ،فهذا الامر او القرار مخالف لقيم الامة وتوجهاتها ،وان توصيف الشعب لذلك بانه (خيانة) !! ووفقا لهذا التوصيف الجماهيري لابد من ردع الحكومة بكل الوسائل المتاحة عبر الخطاب الاعلامي والتوعية الجماهيرية وكشف مخططات التإمر والتعريض بالشخصيات السياسية او اي منظمة تدعو ل(التطبيع) . وقد يرقى الرد الى استخدام السلاح في مواجهة الخطر ،كما حدث في مصر حيث ان الشعب المصري عاقب دعاة التطبيع مثل انور السادات وكل من شجع او رافقه بزيارة العار الى اسرائيل باغتيالهم تباعا . صحيح ان (الحكومات المتخاذلة ) سوف تبقى تردد ان في ذلك تجاوز على اداء الحكومة ،وربما تعتبر الشخصيات الحكومية الذين تعرضوا للقتل بانهم (قادة)ولكن التوصيفات الحكومية هي غير التوصيفات الشعبية . فمثلا في فلسطين ،قد يعتبر البعض ان منظمة حماس والجهاد الاسلامي خارجة عن الشرعية ،ولكن هذا ليس صحيحا انما هاتان المنظمتان هما "عنوان الشرعية ،"لان منازلة الصهاينة ومقاومة الوجود الاسرائيلي يعد واجباً وطنيا وقوميا ودينيا ولاسباب معلومة للجميع موجزها (اسرائيل مغتصبة الارض والانسان ومعتدية على سيادة وتأريخ الشعب الفلسطيني وحقوقه كما انها متجاوزة على قيم الاديان السماوية ) ! وهذا ينطبق على اليمن فالحرب التي يخوضها انصار الله انما هي حرب نيابة عن الشعب اليمني ،وتلك هي الشرعية وليس (الشرعية) في حكومة صنعتها امريكا وصفق لها العملاء !! وشاهدنا الاخر في لبنان حيث الجميع يعلم ان عقيدة (حزب الله) وسلاحه وقياداته ومقاتليه هم الشرعية الحقيقية وليس الحكومات التي تصنعها امريكا وفرنسا واسرائيل ونسأل ؛-عندما تم استدعاء سعد الحريري الى السعودية وما تعرض له من اهانات على يد الحكام السعوديين ،هل يمكن ان يفعلوا بمثله مع اصغر قائد من حزب الله ؟ ان اغلب اللبنانيين يرون في المقاومة ببلدهم هي عنوان البلد وهويته حتى وان اضمروها ! في العراق ،لابد ان نؤكد حقيقة وهي ان قوات الاحتلال الاجنبية التي اجتاحت العراق عام 2003 انما جاءت دون رضا الشعب العراقي لذا سرعان ماقاوم وجودها واخرجها من البلد عام 2011 بعد ان اوقع فيهم خسائر  كبيرة تقدر ب(7000) قتيلا و(77) الف جريح ومعوق !! وبالقدر  الذي يفخر فيه  العراقيون باخراج القوات الاجنبية من بلادهم فهناك شخصيات حكومية كان يزعجها ذلك ،لكن النتيجة ان القوات قد خرجت وكانت السيادة . الان وقد وجدت القوات الاميركية لها سبيلا للعودة بعد عام 2014 بدعوى مقاتلة الارهاب الذي هو من صنيعتها ،وبعد ان تجاوزت هذه القوات حدود الاتفاقيات والقيم واعتدت على قواتنا الامنية وشعبنا اصدر مجلس النواب العراقي قرار اخراج هذه القوات واعتبر وجودها خطرا على البلد بعد جريمة "حادثة المطار"  المطار "واستهداف قادة النصر ،وحين عجزت الحكومة عن القيام بواجبها رغم التفاوض المباشر مع المسؤولين الاميركان وابلاغهم بعدم شرعية بقائهم لابد من اجراء  (شعبي) يضمن سيادة العراق وكرامته بمقاومة هذا التواجد الاجنبي ، وليس فيه تقاطع مع الاداء الحكومي لانه سيساعد الدولة في قراراتها ويُرضخ القوات الاجنبية الى الجلاء باسرع وقت !! لايجوز باي شكلٍ من الاشكال ان نستسلم الى الارادات الدولية في فرض مخططاتها على ارض بلدنا ،فاذا كان تواجد القوات الاجنبية لحماية الحكومات العميلة او لأمن  اسرائيل ،او الضرر بدول الجوار فما مصلحتنا نحن ؟ ان اي اجراء حكومي يجب ان يتطابق مع تطلعات الشعوب وثقافاتها وتوجهاتها ،ودون ذلك فان المقاومة حاضرة لتقويم التجربة . المقاومة هي خلاصة فكر الامة وعمقها التأريخي وسر قوتها ،لذا يجب دعمها واسنادها بكل الوسائل المتاحة من سلاح ورجال وفكر وثقافة واداب وكما يقول محمود درويش (نحن لانكتبُ شعرا انما نحن نقاوم)! لسنا معنيين بالاعلام المضاد الذي يصف المقاومة ب(الميليشيات) او (السلاح المنفلت) و(الارهاب) فللخصم حرية القول ولنا مشروعنا بالجهاد . ونذكّر ان جميع الامم تفخر بقادة التحرر وترى صورة جيفارا تزين صدور الشباب في كل انحاء العالم وكذلك بوليفار في فنزويلا والحاج قاسم وابو مهدي المهندس وهوشي منه والسيد حسن نصر الله وغيرهم وبذا فان هؤلاء هم قادة الامة وليس المسؤولين الحكوميين الذين لم يتطابقوا مع مشروع هؤلاء الابطال ! قد يسأل البعض ؛- وماذا لو انتصرت المقاومة واستلمت ادارة الدولة ؟ هذا السؤال مهم ،حيث ان (المقاومة ) لاترى في استلام السلطة هدفا نهائيا ،فمثلا في ايران استلمت (المقاومة )السلطة فيما بقي الحرس الثوري ك(عنوان للمقاومة) يساهم في تقويم تجارب الحكومات المنبثقة مع الشعب عبر الانتخابات فمرة يتطابق واخرى ينفصل بالشكل الذي ترى فيه مناورة دائمة وصراعا قد يكون مخفيا بين اداء الحكومات وبين مشروع المقاومة . مشاركة (المقاومة) بالعمل السياسي لايعني تراجعا عن مهامها ،لكن ذلك واجبا ان تقاوم داخل المشروع السياسي في بلدك للحفاظ على هوية الامة ،فمثلا لولا المقاومة الاسلامية في  لبنان ،فربما انخرطت الحكومات ب(التطبيع) مع الصهاينة اذا  فان الحضور السياسي للمقاومة هو  هو ذاته حضورها في ميدان القتال . 15/10/2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك