المقالات

إنشطار المنشطر وتقسيم المقسم..!

1286 2020-10-20

 

سرى العبيدي||

 

يتحدث السياسيون العراقيون عن انقسامات في الكتل والأحزاب والتيارات العراقية ويرجحون حدوث ذلك قبل أو بعد الإنتخابات المبكرة المقبلة، غير ان واقع الحال يشير بوضوح الى ان الانقسامات حاصلة بالفعل  ولم يستثنى منها اي طرف من الأطراف  ذلك لان  الانشطار او الانقسام  السياسي  ظاهرة اصطفافية صحية في الوسط السياسي  وربما حتمية خاصة في العراق  الذي تجري فيه تحولات كبيرة وصراع سياسي حاد ويتصف فاعله السياسي  بالسخونة والشدة  وتجربته فتية ويفتقر لتقاليد ديمقراطية عريقة ويشيّد فيه نظام تعددي مؤسساتي  حديث الولادة يراد منه بناء دولة العدالة الديمقراطية وفي مثل هذه الضروف  تكون الانشطارات والانقسامات عملية تطهيرية وضرورية تنقي العمل السياسي من مظاهر التطرف والعنف والتخبط.

وتشتد الانقسامات في زمن التحولات الجديّة حيث تعجز بعض الاحزاب والتيارات السياسية عن مسايرة التحولات الاقتصادية  والاجتماعية في البلاد وذلك لافتقارها للعمل المؤسساتي  والعلاقات العامة وعدم قدرتها على التخطيط والبرمجة وتنعدم فيها القدرات الادارية والتنظيمية التي تؤهلها  لجس نبض الشارع وتقييس ميول الرأي العام.

غالبا ما تحصل الانشقاقات  في البلدان التي  لا تنتظم فيها الاحزاب  بقانون  وتعاني  حكوماتها من هيمنة الفساد المالي والادارية وانعدام المعارضة السياسية النزيهة والمحترفة وغياب الشفافية في المؤسسات الحكومية وغموض عملها وانقطاعها عن الجمهور ، وعلى ذلك فان  الانشقاقات  السياسية في مثل هذه الاجواء طبيعية  وهذا ما سيحصل في العراق في المستقبل المنظور.

ينظر البعض الى انقسام التيارات السياسية على  انه مؤشر سلبي وقد يصفه البعض بالمنحى الخطير في العملية السياسية ويصح ذلك اذا ما تم  الانشطار السياسي على أساس الشخصنة والتدافع على المغانم  الحزبية والتمحور حول الكاريزمات المهيمنة والمتسلطة في التنظيم والتي يتمركز فيها المال والتأثير الاجتماعي الواسع الطيف .

غالبا ما تنشطر الأحزاب التي  تمتلك مصادر متعددة للتمويل  وتتعدد فيها الكارزيمات وتتبؤ القيادة فيها تيارات تميل الى التنظير ومولعة بالاجتهادات الفكرية والعقائدية وينتظم في قياداتها نخب عديدة ومن مختلفة الانحدارات الاجتماعية وكلها تتطلع للقيادة والهيمنة .

كذلك تتعرض للانشقاق الاحزاب التي تؤسس على اسس إيديولوجية مقننة ومحددة تشترط على أعضاءها التقيد التام بالفكر والالتزام الشديد بالخط الفكري وهذه الأحزاب معرضة للهزات الانشطارية لفقدانها المرونة والقدرة الاستيعابية للرؤى والاجتهادات التي يفرزها الواقع المتجدد والمتغير وكثير ما تسقط  هذه الاحزاب في الذاتية وعبادة الشخصية وتنتهي بالدكتاتورية.

ـــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك