المقالات

الفوضى إلى أين؟!


 

سعد الزبيدي||

 

تحت شعار رفض انتهاك الحريات اصبح العراق مضرب الأمثال في نشر كل الخصوصيات التي أصبحت مباحة للجميع ومايحدث اليوم من تشويه متعمد لأخلاق المجتمع العراقي الأصيل الذي يضرب أروع الأمثلة في الإيثار والتضحية والفداء والحب ويقف في وجه الملمات كالبنيان المرصوص ماهو إلا نتيجة غياب سلطة القانون على ما ينشر في الفضائيات وفي مواقع التواصل وعدم وجود رقابة حقيقية نتيجة الاستغلال السيء للحصول على المعلومة ونشر كل شيء على الملأ وهكذا ساهمت الحرية مع التخلف والانفلات والبحث عن الشهرة في التشويه المتعمد للمجتمع العراقي الأصيل وباتت الأخبار السيئة والافعال الشاذة تتداول بسرعة غير معهودة بينما يعزف الكثير عن تسليط الضوء على كل الاحداث الايجابية ونتيجة الفشل المتواصل للمنظومة الادارية والسلبيات التي أريد لها أن تطفو على السطح وانتشار ممارسات وتصرفات دخيلة على المجتمع والانفتاح غير الممنهج في استخدام ٱخر التقنيات ونتيجة الفقر والجهل والكبت والتساهل الواضح من قبل القانون مع مرتكبي الجرائم والتذرع بشتى الحجج في تطبيق القانون وأحكامه وخاصة إيقاف القصاص العادل بحق كل من يستحق الاعدام بحجة احترام حقوق الأنسان من قبل رؤساء الجمهوريات العراقية بعد 2003 واعتراض بعض الاحزاب السياسية على هذا التطبيق واستماتتهم من اجل اصدار عفو عام وتبييض السجون من أجل مصالح سياسية ضيقة وكسب الجمهور ضاربين حقوق المجني عليهم عرض الحائط والحيلولة دون تطبيق شرع الله الذي قال في محكم كتابه الكريم:- ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).

إن نشر بعض الممارسات الخاطئة والمرفوضة من قبل قنوات فضائية وتناولها في مواقع التواصل حتى تنتشر انتشار النار في الهشيم ومساهمة الكثير في تناول هذه الافعال بالمشاركة والتعليق يشوه وجه المجتمع في نظر الٱخرين حتى اصبحت بعض الممارسات الشاذة والتصرفات المرفوضة مادة دسمة لإعلام دول غارقة في الجريمة والفساد والانحلال الخلقي والصمت المطبق للهيئة الاعلام والاتصالات التي لابد ان تكون هي المسؤولة عما يعرض وينشر في مختلف الفضائيات والإذاعات ووسائل التواصل يساهم حتى في حالة الإنفلات والفوضى وما يجلب الانتباه عدم الشعور بالمسؤولية وضعف الواعز الوطني والانساني والاخلاقي والديني لدى الكثير ساهم في نشر السلبيات التي هي حالة فردية شاذة ليوصف بها مجتمع بأكمله وخاصة الجرائم التي يكون لها تأثير عاطفي ونفسي كبير مثل جرائم العنف الأسري التي اصبحت مادة يتاجر بها البعض بحثا عن الانتشار.

ومن سمحت له الظروف وزار البلدان المجاورة الشقيقة والصديقة يلمس ان هناك جهات رقابية صارمة تقيد المواطن في النشر والاتصال حفاظا على أمن المجتمع وتماسكه.

فنشر صور وأفلام مروعة دون أي احترام لمشاعر الكثير سيربك المشهد ويسيء للعراق من حيث ندري أو لا ندري ولابد لكل الجهات المسؤولة التشريعية والقضائية وكل الفعاليات من منابر اعلامية وفضائيات ورجال دين وشيوخ عشائر ومنظمات مجتمع مدني ومدارس ان تساهم في توعية المجتمع وتسليط   الضوء على تلك الممارسات الشاذة المرفوضة وكذلك خطورة تناولها في وسائل التواصل لتشويه صورة المجتمع العراقي وعكس صورة سلبية عن الواقع المعاش.

كل المجتمعات فيها الغث والسمين ولكن من الغريب ان تساهم اجهزة الدولة الامنية في بث مشاهد تساهم في تشويهه والإساءة إليه حتى أن بعض هذه المنشورات تخترق المنظومة الأمنية وتساعد المجرمين في التخفي أو الهروب خارج البلد نتيجة نشر صور وجوه المجرمين والقتلة.

ومن المضحك المبكي نشر صور المتوفون  في اللحظات الأخيرة وهم ينازعون الموت أو بعد موتهم  بلحظات متناسين أن للميت حرمة ولايجوز شرعا انتهاك حرمته.

الحديث ذو شجون وخاصة فيما ٱل إليه الوضع العراقي من فوضى فهل نحن مستعدون للمساهمة في نشر ماهو ايجابي والابتعاد عن نشر ما يسيء للعراق والعراقين؟!!!

سؤال وموضوع مطروح للنقاش من أجل المساهمة في انتشال العراق حتى نستطيع الخروج من الهاوية.

......

*كاتب ومحلل سياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك