المقالات

حالة التوازن في ادارة شؤون الدولة


 

🖋️ الشيخ محمد الربيعي||

 

من خصائص الحكومة الناجحة ، و العادلة ، و المتطورة ، هو التزامها بإيجاد حالة التوازن باتجاه القرار و الفعل المنبثق منها .

فمن غير الممكن ان تحقق النجاح لإدارتك و قيادتك للبلاد دون تحقيق حالة التوازن ، مع الانتباه ان الادارة غير القيادة و في مقالة مستقلة سنتعرض لذلك بأذن الله .

محل الشاهد :

فنلاحظ ان شريعة الاسلام كان مؤكدة على الإلزام بإيجاد حالة التوازن في قيادة و ادارة الدولة ، و لذلك تجد ان الاسلام عندما وجد ضرورة توفير المال لسد الانسان حاجته ،  احل له التجارة و العمل بل و حث و شجع على ذلك ، و بين انه على الرغم من ان كسب المال هو عبارة عن منفعة الى الذات ، و لكنه بنفس الوقت جعله عبادة عظيمة  ، وحرم قبال ذلك الربا ، اذن بذلك يكون قد حقق حالة التوازن في توفير المال بين طرق توفره لسد الحاجة وبين الطرق التي منعها .

و كذلك لحاجة الانسان الى الطعام ، و من اجل إيجاد حالة التوازن احل له الطيبات من الرزق و حرم عليه الخبائث من الاطعمة و الأشربة .

اذن الاسلام يرى ان حالة التوازن سمة من سماته ، و يجب ان يكون سمة من سمات حالة الحكم بالدولة ، لان حالة التوازن ستقوم بقطع حجة الفرد ان يحيد عن الفضيلة لكي يقترف الرذيلة .

بل الاسلام كان حريصا على ايجاد حالة التوازن حتى بالعبادة لله تبارك وتعالى و لذلك نجد عبر تأريخ شواهد كثيرة ، بينت ان الرسول ( ص ) لم يسمح للفرد ان يقضي الوقت كله بالعبادة و يترك نفسه و مجتمعه ، بل لابد ان يحافظ على عبادته من جهة ومن جهة اخرى يكون محافظا على قيامه بالشؤون الاجتماعية و الاسرية ، بل ان شريعة الاسلام كانت دقيقة في تحقيق حالة التوازن للانسان حتى بين الجسد و الروح .

اذن على الحكومة ، ان تجد حالة التوازن في قراراتها و منهجيتها و تحركاتها ، لكي يلاحظ الشعب ذلك و يكون هو القانع المساند المدافع عن طبيعة حكمها .

نسال الله حفظ العراق و شعبه

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك