حافظ آل بشارة ||
كلما اقترب موعد الانتخابات في العراق بدأت عاصفة الدعاية والاشاعات والحرب الكلامية ، وهي ظاهرة عادية في كل البلدان الديمقراطية ، لكن هناك اختلافا واحدا يميز وضع العراق وهو ان هذا البلد كان منشغلا بتحولات مقلقة قبل ان يبدأ الاستعداد للانتخابات المبكرة ، لذلك فأن اي تصعيد اعلامي سيكون خطيرا ويجب مواجهته باعلام مضاد ومحترف.
طيلة 17 سنة لم ينجح الشركاء في بناء دولة حقيقية، وكان لكل فريق اهدافه الخاصة ، الاقليم الكردي يتوسع جغرافيا واقتصاديا باتجاه حلم الانفصال، اما المناطق السنية فهي تنتظر اعلان اقليمها ايضا ، الفتنة تستهدف الشيعة فقط وتريد سحقهم ، وهناك تنشيط دائم لعناصر الخراب : تظاهرات منفلتة ، عصابات جريمة منظمة ، خلافات سياسية وعناد متبادل بين الاحزاب الشيعية ، فقدان ثقة بين الجمهور الشيعي وقواه السياسية ، توقف العمل التنفيذي في محافظات الوسط والجنوب ، البطالة والفقر والتجويع وتفشي المخدرات ، ظهور مرجعيات مزيفة ممولة من الخارج .
الحل الوحيد لانقاذ شيعة العراق هو اعادة بناء الدولة العراقية الموحدة ، واذا اراد قادة الشيعة القيام بهذه المهمة سينجحون لانهم يمتلكون مقومات النجاح وهي:
1-الاغلبية السكانية .
2-الاغلبية السياسية والنيابية.
3-المرجعية الموحدة التي توجه وتنصح وتحظى باحترام كل المكونات .
4-الحشد الشعبي كذراع وطني وقوة حاضرة ومستعدة لحفظ الأمن.
5- العشائر كقوة اجتماعية لها دور تأريخي في حفظ البلد والدفاع عنه.
6- الثروات الكبيرة التي تضمها المناطق الشيعية كالنفط والغاز والزراعة والسياحة والموانئ وغيرها.
لكن هذه الامتيازات المتنوعة كلها ستذهب هباء منثورا اذا لم تجد تحالفا سياسيا كبيرا ومتماسكا يستثمرها ، ثم يخطو هذا التحالف الخطوة المصيرية الاكثر اهمية بضم كل الشخصيات او الاحزاب من الكرد والسنة التي تؤمن بوحدة العراق ارضا وشعبا ، هذه الجبهة لا يشكلها الا الشيعة، هذه الجبهة الوطنية الشاملة هي التي يجب ان تخوض الانتخابات المقبلة، وترفع شعار بناء دولة المواطنة وليس دولة المكونات ، اما اذا اصرت بعض القوى الشيعية على الانفراد في الانتخابات او تكوين تحالفاتها الخاصة وخطابها الخاص فتلك مقدمة للخراب الكبير الذي ينتظر الشيعة ثم يعم هذا البلد باسره لا سمح الله.