عبد الكاظم حسن الجابري ||
قبل انطلاق تظاهرات تشرين ٢٠١٩ عمل الاعلام على المد السلبي في مناطق الوسط والجنوب وقد كانت أخبار الانتحار تتصدر الأخبار فلا تجد يوما الا والقنوات تطبل لهذه الحالة او تلك في مناطق الوسط والجنوب رغم ان ظاهرة الانتحار ظاهرة عالمية تتصدرها الدول الاسكندنافية واليابان وكوريا الجنوبية وأمريكا الا ان الاعلام جعلها في العراق وكأنها ظاهرة عامة رغم عدم وجود العراق على لائحة اعلى دول بمعدلات الانتحار.
مع انطلاق التظاهرات في تشرين ٢٠١٩ خف بريق أخبار الانتحار حتى غدت لا تُذكر في الاعلام ولم نسمع لحالة انتحار واحدة وقد كتبت انا عن ذلك في وقتها.
الان وقبل انطلاق تظاهرات تشرين ٢٠٢٠ ايضا عاد الاعلام السابق الى منهجه في تصدير حالات الانتحار كأنها الاولى عالميا في العراق.
اعتقد ان فعل الاعلام هذا هو لزيادة إحباط الشباب وبئس مما يجعلهم ينخرطون بشكل لا ارادي في التظاهرات والتي عمل الاعلام ايضا على تصويرها على انها الامل والمخلص النهائي من كل مشاكلنا.
خلاصة القول ان مجتمعنا مازال متماسكا ومحافظا على كثير من قيمه وما يحدث هنا او هناك من مشاكل فهي حالات فردية لأسباب مختلفة منها فشل علاقة حب او علاقة زوجية او رسوب في الامتحان او خسارة تاجر وليست حالة عامة او ظاهرة كبيرة تساعدي هذا التضخيم رغم قناعتنا ان على المختصين ان يعملوا لاجتثاث هذه الظاهرة نهائيا .
٢٢ / ١٠ / ٢٠٢٠