مما يدعو للغرابة ان السياسيين في السلطة ومنذ بدأت التظاهرات ولغاية الان يصرحون بوقوفهم مع المتظاهرين وهم أصحاب القرار سواء في السلطة التشريعية او التنفيذية ولم يقدموا مشروعآ او قرارآ او قانونا يخدم هذا الشعب والاغرب من هذا كله كأنهم لايعرفون شيئآ عن معانات الشعب وهذا منطقيآ لانهم انشغلوا بالمناصب والامتيازات وغرق الغالبية منهم في مستنقع الفساد دون أن يعتني بالتفاته واحدة لمعانات الشعب. واليوم يتهيّأ منحرفون ومتلونون في المواقف، موتورون عن الحقيقة، لركوب موجة التظاهرات المطلبية التي ينظمها الشباب العراقي الباحث عن فرص العمل وتحسين الأوضاع، إذ يجد الواحد من هؤلاء الانتهازيين، وقنّاصي الفرص، الفرصة السانحة في الاحتجاجات، للانصهار في الجمهور والتماهي معه، واهمآ نفسه بانه سوف يعيد ترتيبها في خانة جديدة، على أمل التأهيل لشخصه في نفوذ جديد يستعيد فيه المكاسب والمغانم وصفقات الفساد. كثيرآ ماخرج العراقيون وفي كافة المحافظات بمظاهرات ضد فساد وامتيازات السلطات الثلاثة التي كانت ولازالت، السبب الأول في فقر الناس وظلمهم، في فارق طبقي هائل بين مواطن، وبين نائب ووزير ومستشار ودرجة خاصة يرتع براتب تقاعدي ضخم، وامتيازات حماية، ليغرق من أموال العراقيين في نعيم ما بعده نعيم. هل نصدق ان مثل هؤلاء الفاسدين ممكن ان يكونوا صالحين ويطالبون بحقوق الشعب وان يكونوا جزءآ مهما من منظومة الاصلاح المنشود بعد أن افسدوا طيلة فترة حكمهم دون رادع. في عصر التواصل اللحظي، والأوراق المكشوفة لم تعد تنطلي الانحرافيّة السياسية على العراقي المحتج وغير المحتج، أساليب المخاتلين وأصحاب الأقنعة الاستبداليّة عند الحاجة لأننا أصبحنا أكثر وعيآ وأكثر معرفة بما يدور ومادار من فساد للطبقة السياسية طيلة هذه السنوات الذي عاشها الشعب بعوز وفقر وضياع ولن نسمح بركوب موجة التظاهرات فالتظاهرات شعبية لاغير.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha