سميرة الموسوي||
الشارع في المصطلح السياسي : الشعب .
والشارع في المصطلح الحزبي : جمهور الحزب أو الكتلة .
وكلاهما إذا قال ( نذهب إلى الشارع ) فقصده الظاهري ؛ الشعب ، ولكن في سره جمهور كتلته .
وبذلك أصبح الشارع مصطلحا يراد به الاحتكام إلى الشعب على قضية من القضايا المختلف عليها .
** وكانت التظاهرات العراقية الأخيرة من نوع جديد يتعذر وصفه إلا بأنه ( خليط ) غير متجانس ،تغلب عليه العمومية أحيانا قليلة ؛فيعني الشعب . أما على الاغلب فتغلب عليه الخصوصية فيعني ( جماعة الداعي الى الاحتكام)
** أما التظاهرات التي أطلق عليها تظاهرات تشرين فقد كانت من نوع الخليط غير المتجانس ولكن هذه المرة غلب على سلوكه التظاهري أعمال عنف ضد القوات الامنية بإسلوب منظم مترابط مع البث الاعلامي التلفزيوني والتعليق ( المستمد من ديباجة حقوق الانسان ) لصالح المتظاهرين ( الشجعان ) المضحين لصالح الوطن بالدماء التي تسيل منهم أمام كامرات عالية الجودة HD مع إن القوات الامنية مرابطة في مكان واحد لتؤدي واجب الدفاع فحسب . وفضلا عن ذلك فهناك أعتداءات ضد مصالح الدولة ومبانيها ،
فمن هم هؤلاء الذي إندفعوا بهذا السلوك المتطرف غير المعهود والمنقول في الفضائيات بتلك السيناريوهات المحبوكة بإحترافية عالية .
** لنبدأ بالقول أنه بدأ في أثناء وجود الدكتور عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء لأنه لم يتساير مع الاملاءات الأمريكية ولا سيما بعد ذهابه إلى الصين وعقده إتفاقية تنمية عراقية وضمن المشروع الصيني العالمي ( طريق الحرير ) وهي الاتفاقية التي ( قصمت ظهر عبد المهدي ) كما إنها الاتفاقية التي لم يطلع عليها معظم العراقيين ، ولا يدري أحد أين هي الآن ، ثم إشتدت هستريا المتظاهرين للأطاحة بعبد المهدي حتى إنتبه السياسيون والمواطنون لذلك السلوك الهمجي العدائي فاطلقوا عليهم تسمية ( الجوكرية ) وهي تعبير عن الأشخاص المخربين المدفوعين من أية جهة سواء من دول الجوار أو ألمحتل لفرض إرادة هيمنة على العراق ، والكلمة مستمدة من فلم أمريكي بعنوان الجوكر أو من لعبة الورق التي تكون فيها ورقة الجوكر هي الحاكمة .
** ثم بعد أن تمت التوافقات على إختيار السيد الكاظمي رئيسا للوزراء ، تفرقت التظاهرات بصورة دراماتيكية ، فأندهش البسطاء من الناس ،لكننا لم نندهش لأننا كنا نراقب الموقف بدقة ، وحركة ( أموال إدامة التظاهرات من متظاهرين ومتظاهرات ولاعبين ولاعبات ) .
** وعمت البلاد فترة ركود ( تظاهري ) مما دعا رعاة الجوكرية إلى التفكير بتأجيج ( الشارع ) وعندئذ عمدوا إلى تنفيذ فكرة مرور سنة على ( أنتفاضة تشرين )بتظاهرة كبيرة وحددوا لها يوم 25/102020 للانطلاق .
** وقبل أيام من التظاهرة بدأ المروجون بتشغيل مزاميرهم لها وأنشغلت الفضائيات الجوكرية بدعوة جمعتها ، بالتزامن مع ملايين الدولارات التي أوصلوها الى أماكن بعيدة من بعض المحافظات .
** وبدأت التظاهرة المخطط لها .. ولكن جاءت النتائج على غير المتوقع ، فلا المنسقين والمنسقات كلهم ولا تلك الموسيقى والرقص حاضر ، ولا الشعارات المطلوبة موجودة .
** فلا شعارات ( نريد وطن ) ولا المطالب بتغيير كل السياسيين ، ولا حقوق الانسان .. واستمرت التظاهرة خجولة لأنهم كانوا يريدون وطن مع المحتل كانوا ( يريدون الجمل بما حمل من الاحتلال والتبعية ) ، وكانوا يريدون رحيل رئيس الحكومة الذي تحدى الاحتلال بالابقاء على قرار البرلمان برحيل قوات الاحتلال ، ثم ذهب إلى الصين وعقد إتفاقية لتنمية العراق .
** أما طامة التشرينيين فهي غياب الكثير من قياداتهم ومظاهر إحتفاليتهم وبما يساوي حفنة الدولارات وأستمرار تدفقها .
** والطامة التشرينية الكبرى هي موجة الاعتذارات التي تدفقت إلى الشارع من بعض القيادات الذين وعوا حجم الخديعة التي وقعوا فيها ، فراحوا يعتذرون من تاريخهم التشريني ويطلبون المغفرة من الشعب ... من الشارع ..
** ولكن الفضائيات التشرينية بقيت على حالها وقد أخذتها العزة بالاثم فراحت تفبرك الاخبار وتخلط مشاهد قديمة بجديدة .
** لقد إعتذروا و ما زالت الاعتذارات تتدفق إلى الشارع من التشرينيين ولأسباب لا حصر لها .
** نهض الشارع العراقي برصيفه ،وأسفلته ، ورفض الخدعة التشرينية البائرة . فالشارع العراقي مطهر بأقدام المشاية ، مشاية الزيارات الاربعينية منذ قرون ، مشية زائري أمام المتقين عليه السلام ومشاية دماء سيد الشهداء ، ومشاية الجوادين ، مشاية تاريخ مجيد إلى شهداء الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية .
قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .