المقالات

فاجعة كعب بين الأمن والسياسة

1442 2020-10-31

 

حافظ آل بشارة ||

 

الفاجعة التي اصابت عشيرة كعب في المقدادية اثبتت ان داعش اصبح قادرا على اجتياح مركز مدينة المقدادية متى شاء ، وسبق لهذه العصابات ان هاجمت قرى عديدة في المنطقة ، وادت جرائمها الى هجر الاهالي لديارهم فاصبحوا نازحين في مناطق عديدة من محافظة ديالى ، كانت قرى شمال المقدادية ببساتينها الكثيفة تمثل سلة فواكه العراق منذ مئات السنين .

لكن منذ سنة 2006 وحتى الآن بدأت تلك المناطق تفقد مئات الدونمات من بساتين الرمان والعنب والفواكه اللوزية والتمور ، حتى تحولت من بساتين مخدومة الى ازوار مهجورة توفر لعصابات داعش مخابئ مثالية ينطلقون منها لتنفيذ جرائمهم ، في اطراف المقدادية وبعقوبة والبلدات الممتدة على شاطئ ديالى .

 منذ ذلك الوقت لم تنفذ القوات الأمنية اي عملية حقيقية ومؤثرة على مخابئ داعش هناك ، والمبررات متعددة فمن القادة من يقول ان المنطقة منطقة احراش ذات غطاء نباتي معقد ، ولا يمكن تطهيرها بسهولة الا باحراق جميع بساتين المنطقة والتسبب بكارثة اقتصادية ، ومنهم من يقول ان استخدام الطيران في هذه المناطق لا يحسم الموقف ، فيما تقول تقارير استخبارية ان بعض من بقي من الاهالي ولم ينزح تحول الى حاضنة لهم وخلايا نائمة ، ويقال ان كثيرا منهم يتعرض الى تهديدات داعشية في حال عدم تعاونه معهم .

 فاجعة كعب ليست الاولى ولا الاخيرة في بساتين شمال المقدادية ، الحل الامثل ان يتم تقسيم المنطقة الى قطاعات يتم تطويقها بخنادق وقوات مرابطة ثم تأتي قوات ثانية مدربة على حرب الاحراش وتجتاح المناطق وتدخل في اعماقها لتطهيرها ، باستخدام كثافة هجومية بشرية ، ووسائل مساعدة للتسلل والانسحاب.

بينما يمكن تطويق بعض المساحات لحرمانها من التموين اياما عديدة ثم تمشيطها بالطيران ثم اقتحامها بقوات حرب الاحراش ، ولكن في كل الاحوال لا يمكن التعويل على هذا الاسلوب او ذاك الا بعد حسم موضوع امساك الارض ، وتوسيع المناطق المحررة الى ماوراء نهري مهروت ثم ديالى ليكون للعائق المائي الكبير دور حقيقي في منع عودة الارهابيين الى تلك المناطق .

هناك اهداف سياسية خبيثة وراء اعاقة تحرير مناطق شمال المقدادية ، فهي منطلق مناسب باتجاه شرق ديالى لايصال عصابات داعش الى المنصورية والسعدية وجلولاء وخانقين وانحدارا الى نفط خانة ومندلي وقزانية ، وجعلها على تماس مع الحدود الايرانية ، وهذا التماس البري مع ايران يعني الشيء الكثير لحواضن داعش الاقليميين والدوليين ، لذا فهذه الحواضن تستعين ببعض الساسة الطائفيين في ديالى لابقاء الوضع كما هو الآن في شمال المقدادية وما جاورها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك