حافظ آل بشارة ||
الفاجعة التي اصابت عشيرة كعب في المقدادية اثبتت ان داعش اصبح قادرا على اجتياح مركز مدينة المقدادية متى شاء ، وسبق لهذه العصابات ان هاجمت قرى عديدة في المنطقة ، وادت جرائمها الى هجر الاهالي لديارهم فاصبحوا نازحين في مناطق عديدة من محافظة ديالى ، كانت قرى شمال المقدادية ببساتينها الكثيفة تمثل سلة فواكه العراق منذ مئات السنين .
لكن منذ سنة 2006 وحتى الآن بدأت تلك المناطق تفقد مئات الدونمات من بساتين الرمان والعنب والفواكه اللوزية والتمور ، حتى تحولت من بساتين مخدومة الى ازوار مهجورة توفر لعصابات داعش مخابئ مثالية ينطلقون منها لتنفيذ جرائمهم ، في اطراف المقدادية وبعقوبة والبلدات الممتدة على شاطئ ديالى .
منذ ذلك الوقت لم تنفذ القوات الأمنية اي عملية حقيقية ومؤثرة على مخابئ داعش هناك ، والمبررات متعددة فمن القادة من يقول ان المنطقة منطقة احراش ذات غطاء نباتي معقد ، ولا يمكن تطهيرها بسهولة الا باحراق جميع بساتين المنطقة والتسبب بكارثة اقتصادية ، ومنهم من يقول ان استخدام الطيران في هذه المناطق لا يحسم الموقف ، فيما تقول تقارير استخبارية ان بعض من بقي من الاهالي ولم ينزح تحول الى حاضنة لهم وخلايا نائمة ، ويقال ان كثيرا منهم يتعرض الى تهديدات داعشية في حال عدم تعاونه معهم .
فاجعة كعب ليست الاولى ولا الاخيرة في بساتين شمال المقدادية ، الحل الامثل ان يتم تقسيم المنطقة الى قطاعات يتم تطويقها بخنادق وقوات مرابطة ثم تأتي قوات ثانية مدربة على حرب الاحراش وتجتاح المناطق وتدخل في اعماقها لتطهيرها ، باستخدام كثافة هجومية بشرية ، ووسائل مساعدة للتسلل والانسحاب.
بينما يمكن تطويق بعض المساحات لحرمانها من التموين اياما عديدة ثم تمشيطها بالطيران ثم اقتحامها بقوات حرب الاحراش ، ولكن في كل الاحوال لا يمكن التعويل على هذا الاسلوب او ذاك الا بعد حسم موضوع امساك الارض ، وتوسيع المناطق المحررة الى ماوراء نهري مهروت ثم ديالى ليكون للعائق المائي الكبير دور حقيقي في منع عودة الارهابيين الى تلك المناطق .
هناك اهداف سياسية خبيثة وراء اعاقة تحرير مناطق شمال المقدادية ، فهي منطلق مناسب باتجاه شرق ديالى لايصال عصابات داعش الى المنصورية والسعدية وجلولاء وخانقين وانحدارا الى نفط خانة ومندلي وقزانية ، وجعلها على تماس مع الحدود الايرانية ، وهذا التماس البري مع ايران يعني الشيء الكثير لحواضن داعش الاقليميين والدوليين ، لذا فهذه الحواضن تستعين ببعض الساسة الطائفيين في ديالى لابقاء الوضع كما هو الآن في شمال المقدادية وما جاورها .
https://telegram.me/buratha