المقالات

عن رفع الخيم وبكاء روّادها

884 2020-11-02

  رافت الياسر ||   لم نخفِ فرحنا برفع خيم الفتنة من ساحات الإعتصام وبما شكلته تلك الخيم من ورقة ضغط و إبتزاز سياسي قذر طيلة عام من عمر العراق العليل. لكن لفت نظري تعلّق مجموعة من الشباب بساحة التحرير و خيمها العفنة وما حوته من بؤس و إنحلال ومع ذلك تعاطفت معهم. وسط تلك العبودية الجماهيرية يوجد نبض فتية يعشقون العراق حقاً وينظرون لتشرين كفرصة حالمة لتصحيح الوضع و تصويب بوصلة بلادهم. كانت دموعهم حقيقية و بقيت أرواحهم تطوف حول الساحة وحاولوا العودة لها بشتّى الطرق عبر مسيرات إستذكار الشهداء وغيرها. لم تعد مسألة المؤامرة مجرّد إتهام بعد إعتراف عرابو تشرين بإنّ أموالاً خليجية و ضغوطاً سياسية ونفوذاً مخابراتياً تواجد في الساحة  ومع ذلك فإنّ عدداً قليلاً  جداً جداً ممن رابطوا تلك الأشهر هم ضحية لتلك المؤامرة و لم يكونوا عناصر فاعلة فيها. هؤلاء الفتية الحالمون و العاشقون للعراق الذين أُتهموا بإنّهم مُندسين عندما رفضوا الإنصياع للمندسين الحقيقين أصبحوا كبش فداء  ومجرد عتبة لوصول الأبواق للسلطة. تفاجئ المساكين هؤلاء عندما جاء أمر الإنسحاب وهم مذهولون حقاً وصدقاً! من الذي أصدر قرار رفع الخيم؟ ولماذا؟ وما الذي تحقق لكي ترفع الخيم؟ أين سجاد العراقي؟ اين ثأر هشام الهاشمي؟ أين ذاك الذي يصيح " ما نتركها التحرير إلّا جنازة"؟ أين المطالب و دماء الشهداء؟ لماذا لم يؤخذ رأي المرابطين بالساحة طيلة أشهر الفتنة بقرار رفع الخيم؟ المندسون الحقيقون قضوا تماماً على حلم التغيير بالجماهير فالأغلبية الصامتة الآن خائفة من تكرار المشهد الذي سانده أغلب الشعب وحتى المرجعية و القوى المريخية. خائفة من تكرار الوثبة و سحل جثة القائد وسام العلياوي و أخيه خائفة من قطع الطرق و فرض حظر الدوام خائفة من مشهد ضرب شرطي المرور او حرق المدرسة و إهانة مديرها. خائفة من حالات الانحلال الاخلاقي و الشذوذ الجنسي في خيم الاعتصام. فكما تحوّلت عبارة الاسلام السياسي الى سُبّة وشتيمة أحياناً كذلك عبارات الوطن و الثورة و الخدمات هي الأخرى أصبحت تقتل الروح و تسوِّد القلب. المندسون الحقيقون شوهوا كل شيء قبل وبعد وصولهم للسلطة. و نحن من يتحمل المسؤولية طبعاً فقد نادت المرجعية مراراً الشعب بإنّ ينزل ويخرج الأدوات من الساحات لكن الأغلبية الصامتة الخائفة تركت المسار الجماهيري عرضة للنهب بأيدي سماسرة منظمات المجتمع الأمريكية و منسقو الاحزاب بالساحات و الاجندات المخابراتية. يحتاج العراق لفترة طويلة لكي يخرج من صدمة فتنة تشرين حتى يعود مرّة أخرى ويزلزل عروش الفاسدين كما حدث في 25/10 . ربح العراق ثلة من الوطنيين الحقيقيين و الملوثين طبعاً بالأفكار التي زرعها في عقوقهم المندسون الحقيقون ولكن مع ذلك بدأوا يعون أنّهم خُدعوا وتم التلاعب بهم وبدأوا ينكلون بالنواشيط الذين ساقوهم لمقصلة الفوضى وثم تخلّوا عنهم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك