الحقوقي والمستشار النفساني
علاء التريج
سنتحدث بلغة الارقام مع شئ من التحليل ليتبين لنا المستقبل المظلم للولايات المتحدة الامريكية.
تحدث الكثير من المحللين السياسيين عن الحرب الاهلية القادمة من خلال النتائج التي ظهرت على الساحة الامريكية دون النظر الى المقدمات التي تسببت بتلك النتائج، سنقدم جملة من المعلومات التي تبين حالة الانقسام الخطير الذي يعيشه المجتمع هناك على المستوى السياسي والاقتصادي والامني الاثني.
عوامل الانقسام:
قدم البرفسور جيلان والبرفسور بيج دراسة حول الحكم في الولايات المتحدة الامريكية من عام ١٩٨٢ الى عام ٢٠٠٢ وخلصوا الى نتيجة ( ان من يحكم امريكا هم طبقة الاثرياء الذين يمثلون ١٠% ). وهذا يخالف المبدأ الذي قامت عليه امريكا وعلى اساسه اندلعت الثورة الامريكية ضد البريطانيين في القرن الثامن عشر، حيث كان شعارهم ( لا ضرائب من دون تمثيل في السلطة ) بنيت ركائز الديمقراطية على هذا الشعار وأُعطي المواطن الامريكي حق الانتخاب والتمثيل، لذلك نجد ان من اكثر الجرائم خطورة عندهم هي عدم دفع الضرائب، لاعتبارات عدة، منها اعطاء حق التصويت يوجب على المواطن دفع الضرائب، عمليا الواقع يقول ان المواطن الامريكي غير ممثل في السلطة ومن يتحكم في المشهد السياسي هم ١٠% فقط.
الواقع الاقتصادي الذي ابرز هذه الطبقة المتحكمة:
تشير الدراسات ان الناتج المحلي للولايات المتحدة هو ٢١ ترليون دولار سنويا، معظم هذه الثروة الضخمة تذهب الى ١% من المواطنين وغالبيتهم من اليهود، كذلك يذهب ٥٢% من الثروة الى ٢٠% من المجتمع الامريكي ممن دخلهم السنوي ١٣٠ الف دولار فما فوق، وغالبية هؤلاء الساحقة من العرق الابيض، هناك ٣٠% من المواطنين دخلهم السنوي تحت الصفر، ويعيشون على المساعدات والقروض وغالبية هؤلاء الساحقة هم الملونين من سود وغيرهم.
من خلال هذه الارقام يتبين لنا ان المتحكمين في المشهد الاقتصادي والسياسي على ثلاثي مراتب:
الاول: النافذين جدا وهم ١%
الثاني: الاقل نفوذا من الاول ١٠%
الثالث: الاقل نفوذا من الثاني ٢٠%
جميع هؤلاء من اليهود والبيض.
بذلك نخلص الى ان ٣١% من المجتمع الامريكي يحكم الولايات المتحدة فعليا وتهميش ٦٩%، وهذا يخالف مبدأ الديمقراطية الذي يقول بحكم رآي الاغلبية.
هناك عوامل اخرى قد تسبب بانهيار الولايات المتحدة، منها حالة الاستياء الشعبي من ارتفاع نسبة الفقر في البلاد، حيث اشارة دارسة امريكية اجريت في عام ٢٠١٣ ان نسبة الاطفال الفقراء تتراوح بين ٢١% الى ٤٤%، ايضاالوضع الوبائي الذي اثبت حالة من الفشل الذريع، حتى ان اسوء دول العالم الثالث كانت افضل بكثير من امريكا، توقع المختصون ان في ديسمبر القادم سيصل عدد الوفيات في الولايات المتحدة الى ثلاثة الالاف في اليوم،كذلك من العوامل المساعدة على الحرب الاهلية وتقسيم الولايات المتحدة هي حالة العنصرية التي يشهدها المجتمع الامريكي والذي وضع البلد على كف عفريت، والذي مازال يتفاعل بسبب عنصرية الحكومة ورئيسها.
كما ان تهديد الرئيس الامريكي بعدم تسليم السلطة في حال خسارته يبين مدى الازمة الدستورية التي توسع الشرخ الحاصل.
يضاف الى ذلك كله العامل الدولي الذي اظهر عدم الحضور الامريكي على الساحة الدولية، من خلال الازمات الحاصلة ما بين اليونان وتركية واذربيجان وارمينا وضعف نفوذها على الساحة السورية والعراقية واللبنانية والليبية وغيرها، مما استدعى الحضور الصهيوني الاسرائيلي في الخليج والفرنسي في لبنان، وقد يكون البريطاني في العراق.
ان الهزيمة التاريخية للولايات المتحدة في مجلس الامن امام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتخلي حلفائها الفرنسيين والبريطانيين والالمان يوضح حجم العجز الامريكي الدولي.
اذا ما جمعنا كل تلك العوامل مع بعضها سيتبين لنا بكل وضوح ان الولايات المتحدة قادمة على ازمات متلاحقة ستعصف بها وستفتتها الى دويلات، خصوصا مع حالة التوتر المجتمعي المهيئ لحرب اهلية في اية لحظة. أن التصادم واقع إن لم يكن في العاجل فهو قادمة في الاجل، يضاف الى ذلك خروج اصوات مؤثرة في الاوساط السياسية الامريكية تطالب بالانفصال في اكثر من ثلاثة ولايات.
https://telegram.me/buratha