كندي الزهيري ||
ولدت العملية السياسية في العراق بعد ٢٠٠٣م ، بصورة مشوهة غير واضحة المعالم ، فكل جهة أخذت حقوق مكونها بينما المكون الاكبر أصبح يتنازل تارتا تلوى اخرى ، إلى الحد الذي اصبح فيه بعنوان " اغلبية سياسية اقلية قرار " ،حيث أصبح المكون الاكبر غير قادر على صنع واخراج قرار من دون التشاور ومساعدة باقي الاطراف ، وهذا انتج لنا حكومات ضعيفة متناحرة لم تؤدي واجباتها اتجاه شعبها بسبب ( حكومات المحاصصة) ، التي اضعفت العراق إلى حد كبير ،وجعلته ممزق من الداخل ، حتى الثروات البلاد ومقدراتها اصبحت خاضعة إلى المزايدات السياسية .
بسبب هذه النزاعات جعلت من الشارع العراقي في تيهان واضح المعالم ، فلا يدري من يدير ، فبدل أن تحتار الحكومة بشعبها أصبح الشعب يبحث بإيجاد مخرج للحكومات مما هي فيه ،حيث أصبح الشعب يشخص الخطأ ويجد الحلول بينما صاحب القرار غير قادر على ذلك.
بعد كل هذه الصراعات ،تحول تحريك الشارع بيد اقل ما نصفهم به هم منحرفين مثل ( ماريا _ وبشير _وستيفن _ وغيرهم) ، الذين كان لهم الدور البارز في ارعاب الشارع السياسي العراقي ، إلى درجة جعلت السياسيين يتراجعون عن قراراتهم وخاصة الاتفاقيات الاقتصادية المتطورة مع الجانب الصيني والمانيا، التي من المفروض تعمل الان داخل العراق، لكن لم يحلوا الامريكان وهذه الشرذمة وبعض الاحزاب السياسية التي ترى بهذا المشروع خسارتا كبرى ان كان اقتصاديا ،لأنه ذلك يمنع السيطرة على عقل الشارع المتخلف ، فأي تطور يحصل سيكون نهايتهم بشكل رسمي، لكونهم يعتاشون على خراب البلاد وجهل الناس ،فأي تطور ان كان على الصعيد السياسي او الاقتصادي والاجتماعي أو الفكري يكون مصدر خطر لهم.
وبعد فقد الكثير من الحقوق للشعب العراقي بشكل عام وحقوق اهل الجنوب بشكل خاص ، وبعد أن تفهم ممثلين المكون الأكبر حجم الأخطاء التي افقدتهم توازنهم ، اتجهوا اليوم إلى تصفير تلك المشاكل من أجل حقوق المكون الأكبر كما يقال، وحسب المصدر هناك مسعى حقيقي من أجل إيجاد حلول واقعية حقيقية، تهدف إلى ارجاع كلمة المكون الأكبر ان كان في البرلمان أو الحكومة، والتوجه لخدمة أبناء المكون الأكبر، بحسب المصدر سيكون هناك لقاء بين حزب الدعوة الإسلامية بقيادة المالكي و التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر، من ثم التحق بهم تحالف فتح ، الإعادة لحمة للبيت الشيعي الذي مزقته الخلافات الداخلية مما جعلهم بعيدين عن الشارع ، فستغل ذلك أمريكا واسرائيل .
السؤال هو ،ما مدى جدية تصفير الخلافات؟ وإلى اي مدى تخدم أبناء المكون ؟ من أجل حقوق المكون ام من أجل تحالفات سياسية انتخابية صورية ؟ وهل سيتجاوز السياسيين تلك الأخطاء ام لا ؟ ، كل هذا وغيره سنراه في الأيام المقبلة...
ـــــ
https://telegram.me/buratha