كندي الزهيري||
مصطلح القياد يمكن أن تكون قدرة الشخص أو المجموعة على التأثير أو فرض رأي أو قوانين معينة ليس بالقوة وإنما بالإقناع، ويكون الهدف منها تحقيق مصالح منشودة وإنجازها. حتى يتمكن القادة الناجحون من قياس مدى قدرتهم على تحقيق معنى القيادة بشكل صحيح، يجب أن يحددوا أساليب كيفية ارتباطهم بالآخرين داخل حدود المنظمة أو خارجها. كما يؤخذ بعين الاعتبار كيفية رؤية القائد لنفسه ومركزه.
• أهمية القائد؛
١_ تعتبر القيادة حلقة وصل بين الطبقة العاملة وأهداف وخطط المؤسسة وتصوراتها المستقبلية.
٢_ تساهم القيادة في صهر جهود العاملين في بوتقة إنجاز الأهداف وتحقيقها.
٣_ تفرض السيطرة على العوائق التي تقف في وجه تحقيق الأهداف والعمل على إيجاد حلول جذرية لها.
٤_ تساعد على تدريب الأفراد والعاملين وتنميتهم وتحفيزهم. تحفّز قدرات الأفراد ومهاراتهم الإنسانية والعملية.
•ادوار القيادة:
١_ القائد معلماً يلعب القائد أو المدير الذي يمارس دور القيادة في منظمة ما دور المعلم، حيث يكون مصدر التعلّم الأول لدى مرؤوسيه، فيعتمدون عليه بتعلم المهارات الوظيفية ويكتسبونها منه. كما يجب أن يكون قدوة لهم ليكتسبوا منه السلوكيات المقبولة والقيم الهامة في العمل، فيقتدي الموظفون بالمدير من خلال مراقبة سلوكه التعليمي وخلال أدائه العمل اليومي الخاص به، حيث يعتبر القائد نموذجاً يُقتدى به.
٢_القائد مستشاراً يجب على القائد حتى يكون ناجحاً أن يتقمّص دورين، أولهما أن يكون معلماً وثانيهما أن يكون مستشاراً، والدور الثاني يحتم عليه أن يصغي لمرؤوسيه، والحد من وقوع المشكلات بينهم، وتقديم النصح والإرشاد لهم، وأن يكون وسيطاً لحل مشكلة في حال وقوعها بين المرؤوسين، ولكن ذلك لا يتطلب منه أن يحّل كل المشاكل بل يتطلب منه أن يشارك في حلها قدر الإمكان ومحاولة البحث عن الحلول الممكنة.
٣_القائد قاضياً يتطلب دور القيادة من الشخص أن يلعب دور القاضي أيضاً، فيعمل على إقامة العدل، والعمل على إدخال القوانين والأنظمة الخاصة بالمنظمة حيز التنفيذ دائماً، والعمل على تسوية النزاعات وحلها جذرياً، كما يُطلب منه أن يكون على علم بالمعايير التي تقيس المخرجات، وأن يتسم بالعدل فيعطي المرؤوس مكافآته وامتيازاته دون ظلم أو واسطة ومحسوبية، وفي نفس الوقت يجب أن يكون صارماً فينزل العقوبات بمن يأتي بأعمال تخالف القوانين والأنظمة.
٤_ القائد متحدثاً باسم يؤدي القائد دور حلقة الوصل بين الطبقة الدنيا (المرؤوسين) في المنظمة والإدارة العليا فيها، فينقل اقتراحاتهم، ويكون متحدثاً باسمهم فيوصل للإدارة العليا اهتمامات الطبقة العاملة ووجهات نظرهم.
•مصادر القيادة؛
١_مصادر رسمية: يستمد القائد دوره في بعض الحالات من مصادر رسمية، فتتضمن ما يلي: يُمنح القائد السلطة وفقاً للجهة التي خوّلت له الصلاحيات بإيقاع الجزاء والعقاب أو منح الثواب، ويسمى هذا النوع بقوّة الإكراه.
٢_ القوة القانونية: وهي الصلاحيات التي تمنح القائد مركزه الرسمي. المهارة والفن تميز القائد الذي يمتلكها عن غيره من القادة والرؤساء.
٣_ مصادر شخصية (ذاتية): يصنّف هذا النوع من مصادر القيادة إلى نوعين: أ/إن امتلاك القائد لصفات شخصية تمنحه القدرة على التأثير بالآخرين إيجابياً، ما يجعل شخصيته مميزة. ب/ إن مناصفة القائد مرؤوسيه ومشاركتهم همومهم ومشاكلهم وتقديم التوجيهات لهم وإعانتهم، تمنحه خاصية قوة الإعجاب.
•صفات القائد الناجح؛
١_ قوة الشخصية والوقاحة : يجب على القائد أن يميز بين قوة الشخصية والوقاحة، فالقوة تمنحه الإدراك، بينما الوقاحة تجعل من حوله ينفرون منه ويحقدون عليه.
٢_ اللطف والضعف: يجب أن يضع القائد الناجح خصلة اللطف في قائمة أولوياته، لكن يتوّجب عليه التمييز بين اللطف والضعف، فعليه أن يدرك بأن اللطف مستمّد من القوة، فتفرض عليه مراعاة مشاعر الآخرين، بينما الضعف يمنعه من قول الحقيقة ويكون غير قادر على مواجهة مرؤوسيه.
٣_ الجرأة: على القائد الناجح أن يكون جريئاً، وليس شرساً، حتى يكسب ود مرؤوسيه ويتمكن من التأثير عليهم ويكون قدوة لهم، ويبدأ بعلاج المشكلة قبل وقوعها والتنبؤ بها.
٤_ التواضع، على القائد ألا يكون خجولاً ولكن يجب أن يكون متواضعاً، فحتى يتمكن من تحقيق أهدافه فيجب ألا يكون خجولاً.
٥_ الفخر: يتوجب على القائد البعد عن الغطرسة، كما يتوّجب عليه إبداء افتخاره بمرؤوسيه والإنجازات والنتائج.
٦_الفكر الإيجابي: تتطلب هذه الصفة من القيادي أن يتحلى بفكر إيجابي، ليتمكن من توجيه مرؤوسيه وتقديم الحلول المناسبة لتحقيق النجاح.
٧_ التغيير: على القائد أن يمتثل لأي تغيير وأن يتعايش معه ويتأقلم.
٨_التواصل: يجب أن تكون حلقات الوصل بين القادة والمرؤوسين مفتوحة في أي وقت حتى يتمكنوا من إيصال ما لديهم من مشاكل في الوقت المناسب.
واذا كان القائد يود أن يكسب الدنيا والآخرة، فعليه أن يلتجئ إلى قراه شخصية الامام علي( عليه السلام ) لكون الامام شخصية عالمية جمعة بها القيادة والعدل والشجاعة والفكر والتواضع وغيرها من الصفات التي لا حصر لها ...