حيدر الموسوي *||
كنت اتابع ذات مرة احدى القنوات بعد التغيير عندما وصل الينا الستلايت الذي كنا نسميه الدش في السابق
كان البرنامج يستضيف متخصص في موضوع الجنس وصنفه من ضمن الحاجات الاساسية بالمرتبة الرابعة بعد الهواء والماء والطعام وتحدث ايضا عن الاثار السلبية والنفسية والاجتماعية للعوز الجنسي عند هذه الفئة في عمر معين والعنوسة وعزوف الشباب عن الزواج واغلب الاسباب اقتصادية وعدم توفر وحدات سكنية تسهم بانهاء هذه التحديات
اعرف عدد من الشبان وبعض الشابات وكان التحدي الاكبر لعدم الاقتران فيما بينهم هو عدم وجود اي امل بالحصول على وحدة سكنية تجمعهم لكي يتم الزواج
وزارة التخطيط تحدثت عن وجود ٣ مليون ونصف عشوائية في العراق هذا يعني ان العراق يحتاج اكثر مو هذا الرقم كوحدات سكنية
اغلب الزيجات التي تقع حينما تتتهي بالانفصال يكون عدم توفر سكن مستقل فضلا عن الواقع الاقتصادي الصعب لهذه الفئة
كل الحكومات المتعاقبة تتحدث عن ازمة السكن والتي تهدد الفرد العراقي وتنعكس سلبا على حياته الاجتماعية ايضا
وكل تلك الحكومات وعدت بحلها اما بالبناء العمودي او توزيع قطع اراض
وكل هذا الكلام كان مجرد خرط على لسان تلك الحكومات
كونهم لا يشعرون بهذه المعاناة وهذه طبيعية الشخصية العراقية للاسف
المشكلة الاكبر ان العراق يقدر عدد سكانه اليوم بقرابة ٤٠ مليون فرد
ماذا سيكون الوضع السكني والخدمي ان بقي نفس الاهمال بعد عقد من الان حيث سيكون عدد العراقيين اكثر من ٥٥ مليون وفي هذه الحالة سيكون الوضع أسوأ بسبب الكثافة السكنية وزيادة الحاجة للسكن والخدمات وفرص العمل
لذلك لا يمكن لوم من يفكر او يهاجر
جراء تلك السياسات الخاطئة
*نائب رئيس مركز القرار السياسي