منهل عبد الأمير المرشدي||
الحب حقيقة تحتوي القلب بالفطرة لكن ليس كل الناس تعرف كيف تحب وأغرب إحساس للعاشق احساس الغربة وسط الزحام الا بوجود الحبيب كإحساسك بالوحدة رغم وجود الجميع وافتقادك لمن تحب وهل للحياة طعم او لون او رائحة من غير الحب . ذهب علاوي الى مرآب النهضة ليلتحق بوحدته العسكرية وجلس على صفيحة صغيرة قرب بائعة الشاي وقال لها ( اريده بدون شكر بلازحمة لان بيه سكر) .
صبّت له المرأة الشاي العراقي (الثخين) في الإستكان وابتسمت وقالت ( خويه كلنا مصابين بالسكر من القهر والظيم والحرب وإنوب طلع النا الإرهاب وداعش ) نظرت له وهي تعطيه الشاي فتسمّرت وبشهقه عراقية تقطعت انفاسها وصرخت باعلى صوتها ( من هذا- علاوي .. علاوي صدك جذب علاوي انته ) .
التفت لها فقال من انت معقوله٠ شهق وهو يرفع راسه للسماء وصاح ياربي هذي أحلام لعنة الله على صدام .. معقوله ظننتك من الأموات بقذيفة او تفجير .. لك الحمد يا الله لك الحمد عزيزة قلبي حلومة . أنت احلام , نهض من مكانه كي يحتظنها فتراجع لان المكان مكتظ بالناس فبقى واقف يتامل في السماء وذاكرته تعود به بسرعة لذكريات حرب وحب وتفكير بأيام رغم قسوتها الا انها كانت جميلة.
انهالت دموعهم وامتزجت مع الشاي الذي سقط من بين ايديهم . حفرت الدموع الساخنة على وجوههم خنادق حرب وذكريات موجعه وامنيات لم تتحقق وزمن الشباب والاحلام وهدايا الحب والحرب .
قالت علاوي حسبتك قد متّ بحرب ايران هذا انت ام أحد يشبهك.
قال (انا والعباس نفسي علاوي الجندي العراقي صنف مشاة قناص وهسه اذكرج بشي كنت اسمعه لك من اريد التحق بالجبهة ) ثم غنى الاغنية التي تحبها ( أحلام ام الجاي) ( غفى رسمك بعيني من الصبا لليوم (واحلامج احلامي) بصحوتي وبالنوم .. ماضنيت ماضيت عشكك عشك ليلة ويوم٠ ليلة ليلة ...)
قال لها عندما رجعت من ايران بعد اطلاق الأسرى بحثت عنك بكل مكان ولم اعثر عليك حتى يأست من كل الحياة لا اصدق هل انا اليوم في حلم ام حقيقة ..
قدمت له شاي جديد مهيل بعطر اللقاء والحب والتعجب والحلم . اخذ علاوي الشاي من اصابع احلام التي اسودت من حرارة الشمس وشعر انه في جنة عرضها ساحات الحرب والضياع والسجون والاسر والقلق والخوف من كل شي عدى الموت الذي لم يصبح مخيفا ابدا وقال لها لا اعرف ماذا اقول لاني لا املك اي ذكريات ولا كلمات لها علاقة بالحياة او الحب فالحب عندي كلمة واحده فقط (احبج احلام كلتها الج وبعد ماتكررت.) ٠
كانت احلام تصب الشاي للزبائن من دون ان تهتم بهم وهي مستمرة تحكي مع علاوي بشكل مثير وسريع وكان الزمن يسرق منهم اللحظات وهي تستذكر قصتها مع الجندي علاوي الوسيم ذو العيون الزرقاء والفم العذب والنكت الحلوه والاغاني العراقية .
قالت له بعد نهاية الحرب مع ايران رأيت صديقك سعد الاسمر وسألته عنك فبكى وقال انك بقيت بالأرض الحرام وحزنت عليك وبكيت كثيرا ثم تزوجت من رجل كبير ومات بعد سنتين ولله الحمد وعندي منه ولد واحد . وانت هل تزوجت ..
ضحك علاوي وقال لها لقد رجعت من الأسر عجوزا تعبان ولم افكر بالزواج وانا الآن عسكري بألوية الحشد الشعبي استجابة لفتوى المرجعية الدينية وسيأتي الباص بعد قليل لأذهب الى الموصل حتى نحرر اهلنا هناك من الدواعش. ثم ضحك وقال لها وهل هناك من تقبل بي بعد هذا الحال .
ابتسمت احلام وقالت له . ( توكل بالله انت بعدك بالكلب علاوي روح وارجع بالسلامة واني الك على سنة الله ورسوله ان شاء الله) . فجأة صاح به صديقه اسرع يا علاوي السيارة جائت..
نظر لها نظرة وداع مؤطرة بحب قلب طاهر وبادلته ابتسامة الحبيبة التي تنتظر . وقالت له سأنتظرك ..
ما هي الا ايام وجائها من يخبرها إن علاوي قد استشهد ويرجوا منها ان تبرأه الذمة .
https://telegram.me/buratha