الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي ||
لقد حسم الجمهور الامريكي أمره بإنهاء مرحلة كانت هي الاخطر سوءا في حياتها في ظل سياسات صبيانية أظهرها المعتوه ترمب وهو يسلب العالم أمانها وحقوقها تحت عباءة حفظ هيبة الولايات المتحدة الامريكية ونظرية محور القوة الفريدة التي تصورها بعض السفهاء إلى جانبه حتى تخيلها ترمب وتوقع أن العمل عليها سيجعله أكثر مقبولية في الوسط الامريكي وأكثر تأثيرا على العالم سيما الضعفاء ومن يصدق عليهم أنهم أشباه الرجال.
إن من المؤكد أننا لا نعتقد بأن خليفة ترمب سيكون على وفق طموحات العالم الذي كان ينتظر انكسار ترمب؛ ولكن هزيمة ترمب أدخل السرور إلى قلوب الكثيرين سيما المطالبين بالثأر لدماء قادة النصر الذين يجدون في هزيمة ترمب أول قطرات الغيث نحو الثأر لأبطال المقاومة وقيادات الانتصار, فقد حان كسر المعادلات والمراهنات التي عوَّل عليها خونة العرب ودفعوا الملايين من أجل وصول ترمب إلى البيت الابيض مرة أخرى؛ لأنهم يتصورون أن عزهم المفقود وبقاءهم المهتز إنما يكون ويقوى ببقاء ترمب المهزوم.
واليوم بات واضحا أن خليفة ترمب وإن كان ضعيفاً كسابقيه في نظر المؤمنين فليس له ولا لسابقيه قدرة على زحزحة عقيدة الابطال في استرداد الحقوق المسلوبة والتصدي للإرادات الخبيثة التي أظهرتها قادة الولايات المتحدة في مختلف المراحل السابقة وكشف عنها بشكل معلن ترمب الذي آمن بالعيش على جراحات العالم وسلب حقوقهم من أجل الرفاهية المزيفة التي فقدت لذتها بعد أن اختلطت بدماء الكثيرين في مختلف بقاع العالم.
إن الرسالة التي نقرؤها اليوم في خسارة ترمب يمكن أن تكون موجهة إلى الكثيرين من الاعداء والاصدقاء, فأول هذه الرسائل هي لبايدن الخليفة الذي ينبغي عليه أن يدرك أن الأيام تداول بين الناس, فعليه أن لا يكون غبياً كسابقه الذي قد لا يجد مكاناً آمنا لنفسي وعياله بعد الخروج من البيت الابيض, والرسالة الثانية للعبيد وهم حكام الخليج وأبناء ترمب الذين ضحك عليهم فسلبهم خيرات وأوطانهم بحجة حمايتهم من محور المقاومة, واما الرسالة الثالثة فهي لمحور المقاومة الذين استبسلوا في التصدي والوقوف بوجه الطواغيت ومفاد الرسالة تقول أن عدوكم صغير وإن أظهر غير ذلك, وأعداءكم حمقى وإن تظاهروا بالوعي والدراية, فعليكم التوكل على الله فهو حسبكم ناصركم وإن قل الناصر والمعين.
وأما الرسالة التي يريد أن يوجهها خليفة ترمب مع استشراق دورته هي أن العالم سيكون أكثر أمانا من دون ترمب, وهذا بحد ذاته شهادة على السياسات الخاطئة التي كانت أيام ترمب والتي ينبغي تغييرها, وأن الذين كانوا معه هم جزء من منظومته الفاسدة التي ساقت العالم إلى المزيد من التفكيك والتباغض البيني وعملت على تقاطع الشعوب وتناحرها, فعلى المجتمع الدولي وحكام العالم أن لا يعبدوا إلى حكام البيت الابيض؛ بل يتعاملوا على أساس الند والتقابل لئلا يصاب حكام أمريكا بداء القوة الواحدة ومحوريتها فإن هذا العهد ولى إلى هاوية ترمب الخاوية والمخزية.
https://telegram.me/buratha