المقالات

لماذا هدأت الاحتجاجات في العراق ؟  


   د.حميد مسلم الطرفي ||

 

هدأت وتيرة الاحتجاجات ؛  لأن الاحتجاج يعني الرفض لواقعٍ ما ، مصحوب بحجة وبرهان على صحة  ما نرفضه ، والاحتجاجات كان مطلبها الرئيسي تغيير الحكومة وقد تحقق اذ كيف يكون الاحتجاج على حكومة أنتجها الاحتجاج ! ! ؟؟ هدأت وتيرة الاحتجاجات لان قطاعاً مهماً من المشاركين فيها كان من الجهات  الحاكمة في البلد وكان وجودهم فيها من اجل ضبط ايقاعها -إذا أحسنا النية - وإلاّ فمن أجل ركوبها لتحقيق مكاسب سياسية على الصعيد الجماهيري ( الكسب الشعبي) وحكومية ( تحصيل المزيد من المناصب) ، هدأت الاحتجاجات لأن سنة الله في البشر أنهم يغضبون ثم يهدأون  ويثورون ثم يخمدون ، ويركضون ثم يستريحون  ، فأول السيل يجرف ثم يتلاشى ويجف > هدأت الاحتجاجات لأن الشعوب تثور بالعقل الجمعي أو قل بالمد الجمعي فلا روية ولا تفكر ، ولاتعقل ولا تدبر ، لحظة يصرخ الموجّه هنا الخطر فيصيح الجمع هنا الخطر  ، ولكن حين يصرخ الموجه بصوتٍ عالٍ قفوا ، ويهدأ الغضب تُعاد الصور ، وتُراجَع المواقف ، فيُبحَث في الجذور ، وينكشف المستور ، وتُثار الشكوك ، ويُميّزُ بين الصالح والطالح ، فتتغير القناعات ، وتتهاوى بعض القيادات ، وكل ذلك قد يُحبِط البعض فينزوي بعيداً أو يرتد عما كان عليه مقاوماً عنيداً . هدأت الاحتجاجات لأن الكثير ممن شارك فيها اكتشف ولو بعد حين أن البلاد التي يُخرق سورها ( حدودها ) ويضعف نظامها وقبضةُ سلطتها تماماً كالجسد الذي ينسلخ جلده فتعبث فيه كل مكروبات الدنيا حتى تسممه ، مخابرات الدول تتحين الفرص ، وتراقب وتتربص ، تنتظر أن يكون العراق أكلة يسهل ابتلاعها ، أو غنيمة يتوزعها الطامعون . هدأت الاحتجاجات لأن جزءً من التعبئة لها كانت تتم عبر الحدود لأجندات ربما ارتأت التأجيل في الوقت الحاضر لدواع نعلم بعضها ولا نعلم البعض الآخر ، فأوقفت ماكنتها الإعلامية وتنصلت عن صفحاتها المؤجّجة ، وقد يكون إلى حين ريثما تنجلي الغبرة ويتحدد الرابح من الخاسر في النزال .  نعم هدأت الاحتجاجات ولكن السبب الرئيسي في اندلاعها لازال موجوداً ، وإذا أردناها أن تنتهي وليس تهدأ  فعلى الحكومة أن تعمل وبجد للقضاء على اسبابها ، أن تعمل بجد لمحاسبة المفسدين وأن تُفَعِّل الرقابة على الإنفاق ، تعمل بجد لتقديم الخدمات لمواطنيها، تعمل بجد في جعل كل منافذها الحدودية تحت السيطرة ، تعمل بجد لتحقيق العدالة في توزيع ثروات البلاد وفي إقامة علاقة متوازنة في الاقليم والعالم ، وأن تغلب مصلحة الشعب على مصالح افرادها وأن تبسط هيبة الدولة وسيادة القانون على كل اقليمها شرقاً وغرباً ، جنوباً وشمالاً ، حين ذاك ستنتهي الاحتجاجات وعبر الطريق الصحيح . حمى الله العراق وأهله .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك