سرى العبيدي||
المجتمع العراقي ضحية للاعلام المضلل بعد ان اصبح الفيس بوك وبعض القنوات التي تعمل باجندات خاصة هما منبع المعلومات والثقافة التي يكتسبها اغلب افراد مجتمعنا...
اكبر عملية غسل أدمغة جرت وتجري الان في بلادنا...
أعظم إنجاز لأحزاب السلطة الفاسدة هو بناء جيش الكتروني مهيب، يتمتع بالرد السريع لأي معارض بالرأي.
مسؤول رفيع يغرد، وخلال وقت قليل هناك سبعة آلاف تعليق، مسؤول آخر يغرد وهناك عشرة آلاف تعليق، وثالث ورابع ومئات من المسؤولين بمختلف المناصب، وكل واحد يحصل على إلاف التعليقات، ومثلها لايكات ما يجعل الملايين من السذج يعلقون، ويضعون علامة الإعجاب، والمشاركة لمسؤولين يشتمونهم كل يوم، وهم مسؤولون عن كل ما يعانون.
انها الجيوش الالكترونية التي ترفع اعداد التعليقات.. بدليل بعد دقائق معدودة من نزول المنشور تصل الى المئات وعند الدخول الى اصحاب تلك الصفحات نجدها وهمية وحديثة الانشاء، كذلك حين التدقيق بالتعليقات نجد أنها لا تمت بصلة للمنشور ومن بينها شتائم وصور إباحية وروابط ترويجية للمجموعات والصفحات التافهة!.
ليس فقط المسؤولين من لديهم تلك الجيوش، بل أيضاً من يصنفون أنفسهم على لائحة الناشطين والإعلاميين وهم ليسوا إلا أبواق مأجورين.
رئيس حكومة ووزراء انصارهم بعشرات الالاف على الفيس بوك تحت شعار هذه هي الحكومة الوطنية لانقاذ العراق التي ستقضي على الميليشيات وعلى الفساد ومن ينتقدها فهو ذيل... هناك من يتجنب النقد حتى وان كان حقاً وفي مصلحة الوطن وشعبه، لانه سيتهم بالعمالة ويُشتم وربما سيحرم من الظهور على بعض المحطات الفضائية.
للأسف، السوشيال ميديا منحت الحرية لكل تافه أن يقوم بإنشاء صفحات وقنوات إلكترونية ممولة ليُلقب نفسه بالصحفي والإعلامي والناشط الفلاني ويبث للمجتمع الساذج ما يشاء دون رقابة ومحاسبة قانونية... ناهيك عن الكم الهائل الذي أصبح لدينا من الخبراء والباحثين الأمنيين والمحللين السياسيين / الأستراتيجيين!! وكل هذا يعتبر مخلفات العالم الأفتراضي: تويتر وفيسبوك ويوتيوب.
البث والكتابة والنقد عبر العالم الإفتراضي لم تُغير من طبيعة الفاسدين.. الفاسد يبقى كما هو لن يتغير لأنها مهمتهُ، كذلك الجبان والمهزوز والمتملق.. يبقى النزيه والجدير بالثقة غير مرغوب به لكونه يعمل بضمير ولن يستطع أحد فرض رأيه أو سلطته عليه.
وكما هي المقولة الشهيرة: من أسوء الإختراعات: المسدس والفيسبوك / الأول جعل الجبان يهدد الشجاع.. والثاني أتاحَ فرصة للجاهل أن يناقش المثقف ويحاول الدخول معه بجدال!
ــــ
https://telegram.me/buratha