المقالات

السياسة في العراق فيها ( إنّ ) !!!

1818 2020-11-14

 

زيد الحسن ||

 

( الموضوع فيه إنّ ) درج العرب من المشرق الى المغرب على استعمال هذه الجملة كلما تعلق الامر بموضوع فيه شك او خلاف او سوء نية ، يقال ان اصل العبارة يرجع الى مدينة حلب والى امير فطن اسمه علي بن منقذ ، كان تابعاً للملك محمود بن مرداس ، و وقع بينهما خلاف ، فطن الامير الى ان الملك يدبر لقتله ، ففر من حلب الى دمشق ، استدعى الملك كاتبه وامره بكتابة رسالة الى الامير علي بن منقذ يطمئنه و يدعوه للعودة الى حلب ، شعر الكاتب ان الملك ينوي الغدر بالامير فختم الرسالة بعبارة ( إنَّ ) شاء الله تعالى بتشديد النون ، لما قرأ الامير الرسالة وقف متعجباً عند ذلك الخطأ في نهايتها فهو يعرف حذاقة الكاتب و مهارته ، لكنه ادرك فوراً ان الكاتب يحذره من شيء ما حين شدد تلك النون ، ولم يلبث ان فطن الى قوله تعالى ؛ ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك ، فما كان من الامير الا ان بعث رد يشكر الملك افضاله على فائق ثقته به ، وختمها بعبارة ( أنّا الخادم المقر بالإنعام ، بتشديد النون ، ايضاً قرأها الكاتب وادرك ان الامير يبلغه انه قد تنبه الى تحذيره المبطن .

السياسة في العراق فيها من ( إنّ ) مشددة الكثير الكثير في كل اروقتها بل منذ تأسيس البرلمان الى يومنا هذا ، وضعت الاف ( إنّ ) في قرارات ما انزل الله بها من سلطان ، فلنتحدث عن اواخر هذه الشكوك التي تحتاج الى إنّ من الوزن الثقيل .

التظاهرات في قيامها فيها ( إنّ ) وفي انحراف مسارها و توجهها ايضاً ( إنّ ) ومن الوزن الثقيل ، واخرى في طريقة اخمادها وانتهاء شعلتها بعد هذا الكم الهائل من الدماء .

تأخير رواتب المتقاعدين والموظفين وجعل الشارع يعيش حالة من القلق مع تصريحات متناقضة من رجالات القرار بشأن الرواتب ايضاً فيها ( إنّ ) مشددة التشديد كله .

الغاء كل الاتفاقيات بعد عقدها مع جميع الدول باستثناء الاتفاقية الامريكية فيها ( إنّ ) من نوع خاص عطره عمالة وخيانة ، عقد اتفاقيات عربية غير مفهومة ولا تنفع الصالح العام ايضاً فيها ( إنّ ) كبيرة .

طريقة التعامل مع اقليم كردستان وفق طريقة المد والجزر ايضاً لها ( إن ) ، الاصرار على غلق المصانع والمعامل والاعتماد على الاستيراد ، استيراد سيارات ذات مواصفات رديئة و وووو والافعال كثيرة من هذا النمط ايضاً تحتاج الى وقفة مع ( إنّ ) .

لن اكون قد ظلمتهم لو قلت كل السياسة في العراق فيها إنّ فلقد اصبح السياسي في العراق تاجراً في القمة ومن اصحاب الاموال والعقارات داخل وخارج البلاد ، والمواطن الى الهاوية وهذه الـ ( إنَّ ) صغيرة جداً ، فهل ياترى هؤلاء الذين  اوصلوا العراق الى الهاوية هم ذاك الملك ، ولم يجدوا في العراق اميراً او رجلاً واحداً يكشف تلك الكلمة ذات الحرفين ، ( اننا ) لفي شك كبير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك