حمزة مصطفى||
الديمقراطية حلوة في كل الأحوال. حتى ماهو مر منها حلو. لو لا الديمقراطية كان "محد إنطاها" بصرف النظر عن القاعدة المشهورة "لو دامت لغيرك ماوصلت اليك". الديمقراطية الأصلية "موالكلاوات" مثل بعض البلدان التي هي في بال أي واحد منكم جعلت عشرة رؤساء أميركان عدا ونقدا يتداولون السلطة في الولايات المتحدة "أبو ولاية وأبو ولايتين لاغيرها" على مدى 50 عاما الأخيرة. اللاديمقراطية ثبتت الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيسا لوزراء البحرين لمدة 50 عاما عدا ونقدا. عزرائيل وحده تكفل بحل قضية الشيخ خليفة وبدأ الذي يليه يعد العقود لا السنوات في البقاء في السلطة.
الديمقراطية حلوة حين تتحول الى لعبة جميلة تنتهي الصراعات فيها عند تخوم صناديق الإقتراع (طبعا في حال لم تحرق مثلما حصلت في بعض البلدان التي في بال كل واحد منكم). أسهل شئ في الديمقراطية أن تنتقد رئيس الوزراء وأصعب شئ أن تنتقد "مو" رئيس الوزراء . أسهل شئ في الديمقراطية أن تتهم رئيس الجمهورية وبإسمه الأول وفي أية فضائية تعجبك شتى أنواع التهم لكن أصعب شئ أن تتهم "مو" رئيس الجمهورية بأسهل تهمة حتى لو تقول "صح هو كلش حلو بس موش كلش زين". في الديمقراطية أسهل شئ أن تنتقد رئيس مجلس القضاء الأعلى لكن أصعب شئ تنتقد كاتب العرايض أمام أية محكمة.
الفرق بين الأثنين أن القاضي الأول يمكن يجرجرك في أقصى حالات الجرجرة والعرعرة الى محكمة النشر. وقد يطلب من باب رد الإعتبار, هذا إذا طلب وهو بعيد, تعويضا بمليار دينار فتحكم عليك المحكمة إن حكمت بالف دينار. أما الثاني يجرب عليك كل أنواع التجارب السريرية كأنك أحد لقاحات كوفيد 19. المرحلة الأولى يرسل اليك من ينبهك الى ضرورة أخذ عطوة الى أن تحضر عمامك ليوم الفصل الموعود. المرحلة الثانية يتولى رشقك بعدة إطلاقات رصاص عبر "دكة عشائرية" مرتبة لأنك شتمت الذات العرضحالجية. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فهي الفصل الموعود بكل ما يتضمنه من إذلال وقد لاينتهي الإ بدفع المقسوم, والمقسوم معروف بضعة ملايين دينار في ظل الجائحة.