منهل عبد الأمير المرشدي||
يقال ان الإنسان يتطبع على الثقافة التي ينشأعليها ويتربى على خصائصها فيؤطرها الطبع والطباع والتطبع .
كما إن الحب ثقافة فطرية في ذات الإنسان فإن الكره ثقافة كامنة فيه ولنا أن نقول هو الخير والشر والفضيلة والرذيلة حيث يكمنان في قلب الإنسان وعليه أن يزكي النفس فيرتقي بها للسمو ولا يهوي بها للحضيض . من هنا جاء في الآية الكريمة ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) .
كلمات اكتبها وأنا ارى البعض يسعى للخير فعلا وقولا ونوايا وتصرف يتحدث خيرا ويفعل خيرا ويسعى لفعل الخير من حيث يقدر ولا يقدر ومثل هؤلاء يكونوا خيرا للجميع وعونا لهم إذا ما تولوا منصبا او مسؤولية معينة .
فيما ترى البعض الآخر يجهد نفسه لفعل الشر وايذاء الآخرين قولا وفعلا ونوايا وتصرف , يتحدث شرا ويفعل شرا ويسعى لفعل الشر من حيث يقدر ولا يقدر أما اذا تولى منصب او مسؤولية معينة فإنها ستكون فرصة له لإفراغ سموم حقده وهواجس نفسه المأزومة على رؤوس الآخرين . موضوع يحتاج الكثير من الشرح والتفصيل الا اني سأكتفي بحكاية الرجل الذي رأى أفعى تحترق في النار المشعولة ببركة فقرر إخراجها ومد يده ورفعها إلا ان الأفعى عضته بيده وسببت له ألما شديدا فأسقطها من يده وسقطت في النار مرة اخرى ، حزن الرجل لذلك وأخذ يلوم نفسه معتقدا أنه السبب بسقوطها في النار ثم نظر من حوله يمينا ويسارا فوجد خرطوما معدني استعان به لإخراج الأفعى من النار مرة أخرى وأنقذ حياتها.
كان هنالك شخص آخر يشاهد كل ما جرى فاقترب منه وقال له: هذه الأفعي عضتك وكادت تقتلك فما الداعي لإنقاذها ؟ فأجاب الرجل الطيب وهل في ذلك شيء غريب أما تعلم إن طبيعة الأفعي هي اللدغ ولكن هذا لن يغير من طبيعتي وهي فعل الخير ومساعدة كل من يحتاج .
لست ادري غير اني وللأسف الشديد ارى دنيانا ممتلئة بجحور الأفاعي وتشكوا من قلّة أمثال الرجل الطيب الذي لا يغيّر طبيعته وانسانيته حتى وان تعرض للأذى فما اجمل واعظم أن نقابل الإساءة بالإحسان لأن صفة الإحسان لا ينالها إلا اشخاص ذو شرف عظيم فلنسعى لفعل الخير مهما كنا وبأي موقع نكون نائب أو وزير او مدير او موظف يراجعه الآخرون . ولنتذكر إنا جميعا راحلون .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha