المقالات

البادية بين الاستثمار ومشاريع الاستعمار..!


 

محمد علي السلطاني||

 

يعد الاستثمار احد اهم مصادر التنمية والازدهار التي يلجأ اليها الافراد والجماعات للحصول على المال او لأنتاج السلع وتوفير الخدمات ، ونتيجة لتفاوت الامكانات والقدرات بين الشعوب ولبلدان ، وسعيأ لسد العجز واشباع الحاجات ، ورغبة في مواكبة عجلة التطور والازدهار تقدم الدول على الاستثمار ، بعد ان تتوفر بيئة صحية ذات مناخات سياسية واقتصادية واجتماعية امنه ، قادرة على اجتذاب رؤوس الأموال الاجنبية وتوظيفها ، بما يحقق  مصلحة البلاد وينمي عملية التطور والنمو فيها ، في الوقت ذاته يخضع الاستثمار  لقوانين خاصة ، تدير هذه العملية بشفافية ، وتقدم اجراءات ميسرة ، تشجع المستثمرين اجانب كانو او محليين على الاقدام ، وتحفظ حقوق الدولة ومصالحها  وتحمي امنها واستقرارها من خطورة استغلال المال سيما الاجنبي بطرق فاسدة وضارة ، تبيت نوايا تعبث بأمن البلاد ونسيجه الاجتماعي ، او تلحق الضرر باقتصادة على المدى البعيد تحت يافطة الاستثمار .

ويعد العراق من البلدان ذات الحاجه الملحة للاستثمار، حيث ترنو صوبه عيون المستثمرين ، نتيجة لما خلفته الحروب العبثية للنظام من تبعات اسفرت عنها تراجع في مستوى الخدمات وتخلفأ في الأعمار ، وخواء في البنى التحتية لعموم البلاد ، فضلأ عن الفساد الذي ضاعف سوء الاوضاع .

 الا ان الحالة الهشة ، وغير المتماسكة للنظام السياسي والاجتماعي في العراق ، مع نقص القوانين التي تنظم عملية الاستثمار ، يجعل من الاخير سيما الخارجي نافذه للأستغلال ، وبوابة للعبث بالمقدرات ونهب الثروات ، وزعزعة الامن والاستقرار ، كيف وان الاستثمار مقدم من دولة ذات تاريخ دموي حافل بالاجرام ، والتأمر ضد العراق والعراقيين ، ولازالت يدها ملطخة بدماء الآلاف من ابناءه الابرياء مثل العربية السعودية .

اذ تقدمت الاخيرة بمشروع استثماري للبادية اثار حفيظة العراقيين ، وولد جدلأ ورفضأ سياسيا وشعبيأ وعشائريأ واسعا ، بعد ان اعطت حكومة بغداد الضوء الاخضر للمشروع  !

حيث تعزم السعودية بموجب هذا المشروع على استقطاع شريطا حدوديأ يصل عمقه الى ١٠كم من محافظات السماوة والنجف وكربلاء ، لغرض زراعة محاصيل اعلاف ذات استهلاك مائي كبير ، في الوقت الذي تشير تقارير وزارة الموارد المائية ان مخزون المياة في هذه البادية لايتجاوز ٣ مليار متر مكعب ، تراكم عبر آلاف السنين ، أضف اليه ١ مليون متر مكعب من المياة المتجددة ، وهي بالمجمل كميات ضئيلة لاتسمح بمثل هكذا مشاريع تستنزف مخزون المياة في الصحراء !

فضلأ عن ان السعودية ذاتها قد توقفت في العام ٢٠١٨ وبشكل نهائي عن زراعة الصحراء ، بعد ادركت خطورة هذه المشاريع في اتستنزاف المياه غير المتجددة ، فتوجهت نحو السودان لستثمار اراضيه ولا يزال الاخير يعاني من التبعات السلبية لذلك الاستثمار ، وعلى رأسها سيطرة المستثمر السعودي وتدخله في مصدر القرار .

بناء على تلك المعطيات ، نقف اليوم امام مبادرة ذات اهداف سياسية ، بغطاء استثماري تتقدم بها السعودية ، التي سبق لها وان استثمرت في امننا ودمائنا واستقرارنا شر استثمار عبر افواج من الارهابيين والقتلة الذين عاثو في البلاد الخراب .

لقد كان حريا بحكومة بغداد ، ان تحترم دماء العراقيين ، وتحترم سيادة وكرامة العراق ، بعد ان اعترفت السعودية بتدفق ٥ آلاف ارهابي من مواطنيها ، وبعد ان غصت السجون العراقية بأضعاف ذلك العدد من الارهابيين سعوديين الجنسيه ، وبعد ان بدى واضحا دعم السعودية للإرهاب الذي يسعى الى اسقاط الدولة العراقية .

 كان الاولى ان تطالب الحكومة بغداد السعودية بالاعتذار والتعويض ، هذا المطلب الذي صار مطلبأ شعبيا وشعارأ يرفعه  الوطنييون والشرفاء ، بدل ان تمكن السعودية بذريعة الاستثمار من النفوذ الى مجتمعنا ، والاقتراب من مدننا المقدسة ! واقتطاع مساحات شاسعة من اراضينا تكون فيما بعد منطلقا للإرهاب ، وربما يؤول الحال الى نهاية شبية بعسير ونجران اليمنيتن اللاتي استقطعتهما السعودية من اليمن بحجة الاستثمار  .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك