المقالات

بين صهريجين..!


 

الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي ||

 

          لا يزال الخطاب العراقي في العموم يخضع لأبعاد عاطفية محكومة بسلسلة من الافكار التي تعشعشت في قلوبنا بعد أن ارتضينا بأن نجعل زادنا عبر قناة اللاوعي؛ لتكون الثقافات الدخيلة هي الحاكمة والفاعلة في الوسط الاجتماعي الثائر على نفسه والمبتعد عن صفاء الموروث الذي كان عليه عامة أبناء هذا الشعب المنكوص على عقبيه فلم يقوى على التمييز بين الصديق والعدو؛ بل أصبح في تيه الضلالة بعد أن اختلط عليه الامر نتيجة السياسات التي اتبعتها أبناء السفارات وهم يعملون على تغذية عقولنا بسياسة العقل الجمعي الذي بات يعسكر على الارادات الحاكمة.

          أن عدم التمييز بين ما يحيط بنا من الاصدقاء والاعداء هدف كبير عمل عليه مختلف الجهات الدولية حتى أصبح أكثر الشعب لا يفرق بين دعم الجمهورية الاسلامية للعراق وفي مختلف الوسائط وبين العداء التكفيري السعودي المفضوح في مختلف الميادين, أو العداء الامريكي الواضح الذي ترجمتها أمريكا على لسان عتاتها الذين تولوا الحكم عليها.

          ولست هنا في مقام الدفاع عن الجمهورية الاسلامية التي كشفت الايام عن صلابتها وقوتها وثباتها على المبادئ حتى هزت الدول الكبرى التي اضطرت إلى احترام ايران كدولة قوية وذات سيادة,  ولكن أحببت أن أكشف قذارة المحيط العربي بشكل عام وخاصة حكام الخليج الذين لا يمثلون إلا عبيداً بيد القوى الكبيرة وخاصة محور الشرَّ الذي وجد في الخليج مرتعاً ومستنقعاً يمكن أن يلبي حاجة الدول الكبرى والمهيمنة التي عمدت إلى الاستحواذ على مقدرات الثروة في الخليج بشكل عام, واستعبدت حكام الخليج فصاروا إلى التطبيع كالقطيع.

          والذي ينبغي أن ندركه هو أن هناك فرقاً كبيراً بين رؤية الجمهورية الاسلامية للعراق وبين حكام الخليج سيما آل سعود؛ لذلك لا يجوز المقارنة بينهما, خاصة بعد أن انكشف وبشكل واضح أن الكثير من الصهاريج الايرانية دخلت العراق وكانت تحمل غاز الاوكسجين لمرضى كورونا اضافة إلى المئات من سيارات الشحن التي حملت المساعدات والاجهزة التي تمكن العراق من مواجهة البلاء؛ على خلاف الصهاريج السعودية التي كانت تدخل العراق منذ سنوات وتحمل الانتحاريين والمفخخات وتسببت بقتل المئات من العراقيين وفي مختلف المحافظات؛ لذلك كيف يمكن أن ننظر إلى ايران والسعودية بنظرة واحدة ومتساوية, وهما مختلفان فواحدة منهما تسعى إلى حياتنا واخرى تتبرك بقتلنا وسفك دماءنا فما لكم كيف تحكمون. 
ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك