المقالات

مشاكل العراق ناتجة عن التعليم وليس عن النظام السياسي والاقتصادي


 

د.محمد العبادي ||

 

حث الإسلام على طلب العلم والتعلم في آيات وأحاديث كثيرة قال تعالى:( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ...) ، وقوله:(يرفع الله الذين آمنوا والذين اوتوا العلم درجات) ،  وغير ذلك من الآيات والاحاديث التي تدعوا وتشير إلى طلب العلم ومنزلته والارتقاء في درجاته . 

في مرة ذكر أحد الأساتذة المختصين في علم المناهج كلمة قال فيها: ان التعليم الجيد يأتي بالنتائج الجيدة والمرجوة .

وفي مرة قال نيلسون مانديلا: ان التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم .

أزعم أن كثير من المشاكل التي أطلت برأسها في العراق وغيره ترجع في جذورها إلى مشكلة التعليم لاغير . أما مشكلة الحكم والسياسة والاقتصاد فهي نتيجة وليست سبب بمعنى ان المشاكل السياسية والادارية ناتجة من التعلم والتعليم السيء .

نعرف ان ( جزء ) من مسؤولية الدولة توفير بعض فرص العمل للناس ، أو تهيئة الأجواء المناسبة للعمل وهي شبه معدومة في بلد مثل العراق .

من المؤسف أن جامعاتنا يتخرج منها آلاف الطلاب في الأقسام الهندسية وينتظرون من الدولة ان توجد لهم العمل ولايستطيعون تطبيق ماتعلموه في حياتهم العملية ، وفي ذلك اشارة الى غلبة الجانب النظري والترفي في جامعاتنا ، وقد رأيت في أحد البلدان ان (بعض) طلاب الجامعات عندما يتخرج من الجامعة اما تحتضنه المؤسسات التابعة للدولة ،أو هو يعمل على تطبيق ماتعلمه بأمكاناته الخاصة أو ضمن القطاع الخاص .

  ومؤسف أيضا أن آلاف الأطباء يتخرجون من تخصصات مختلفة ثم يذهب الناس من العراق إلى بلدان أخرى للعلاج!!! وفي ذلك اشارة الى غياب المواكبة الطبية والتخصصية أو فقدان الأجهزة الطبية المناسبة .  

ان التعليم في العراق وغيره لا يعلم الإنسان كيفية مواجهة البطالة والكسل ولاينمي المهارات او أساليب الابتكار عند  الطلاب في المراحل المختلفة ، وفي مناسبة رد شيخ الأزهر احمد الطيب على رئيس جامعة القاهرة الدكتور أحمد الخشت عندما تحدث الأخير عن ضرورة التجديد والحداثة في التراث ، وقال له شيخ الازهر [انقل بالمعنى]: دعك من التراث وانظر إلى جامعتنا التي يتخرج منها طلاب الهندسة الميكانيكية وهم لايستطيعون صنع ( ابرة ) أو(إطار سيارة)! .

نعم ان المشاكل العديدة التي تعصف في العراق وغيره هي مشكلة في النظام التعليمي، وتفرعت عنها مشاكل في النظام السياسي والاقتصادي والامني وغيره .

 ان النظام التعليمي في المدارس والمعاهد والجامعات وفي داخل الأحزاب والمؤسسات الإدارية والسياسية والاقتصادية بحاجة إلى تحديث ومراجعة جدية ، لانه نظام عقيم لا ينتج إلا المشاكل والبطالة .

ان الدول التي عملت على إصلاح نظام التعليم فيها ؛ تقدمت في مناحي الحياة المختلفة ، وتباهت بين الأمم المتحضرة في رقيها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك