المقالات

العشيرة في الميزان

1365 2020-11-24

 

قاسم الغراوي||

 

·        (اذا شئتَ يَوْمًا أَنْ تسود عشيرة...فبالحلم سدّ لَا بالتّسرّع والشتم)

 

العشيرة هي رابطة إجتماعية متحدة مكونة من مجموعة من الاشخاص تجمعهم رابطة الدم والنسب (الجد الواحد غالبآ) فينشأ بينهما ما يسمى العقد الإجتماعي المتماسك مما يزيد من تلاحمها في المواقف والمناسبات الإجتماعية المتعددة لتشكل مجتمعة كيانها ومنظومة العادات والتقاليد الخاصة بها والتي تعكس هويتها ومنظومتها الاجتماعية والأخلاقية التي تتفاعل بها مع المجتمع المحيط بها .

لكل  عشيرة  كبيرها أو رمزها الذي يتولى إدارة شؤون العشيرة وتنظيم أمورها ، وهذا الرمز أو الشيخ يتمتع بمقومات شخصية وقيادية تميزه عن غيره من ابناء العشيرة، فيكون رجلاً عاقلاً فطناً حكيماً كريمآ شهمآ وصاحب أخلاق عالية وتجربة حياتية واسعة  مما يؤهله ان يكون قادرا لتنظيم وتنسيق شؤون العشيرة وذلك ببث روح التعاون والتآزر بين أفرادها.

·        وهنا نتوقف لنطرح السؤال الاتي:

هل عمل (الشيوخ) القدوة على تعزيز السلوكيات الإيجابية ومحاربة اي سلوك فردي شاذ لاينسجم  مع منظومة قيم وعادات وتقاليد تلك العشيرة واخلاقيات المجتمع؟ هل ضبط بوصلة افراد عشيرته بالاتجاه الصحيح وعزز فيهم القيم الانسانية وعدم التجاوز على الاخرين لاتفه الاسباب؟ وهل كان امره نافذآ من قبل الافراد دون اي اعتراض منهم؟ وهل يقودهم لاصلاح ذات البين بدون ثمن او انتزاع الحقوق بالقوة مع العشائر  الاخرى دون مراعات لقوانين الدولة او حرمة دم الانسان وتهديد حياته للخطر؟ الاجوبة لهذه الاسئلة متفاوتة بين عشيرة واخرى حسب البيئة وتوجهات وعقائد وفقه العشيرة. فمانراه ونسمعه في الغالب ان (بعض) العشائر( افرادها) وللاسف الشديد تمادت في طريقة انذار المخطيء او الذي سبب ضررا او عاهة بحق احد افرادها ومارسوا بعنف مفرط ( الدكة العشائرية) من خلال الرمي بكافة الاسلحة المتاحة وبث الرعب في نفوس افراد المجتمع حتى ولاتفه الاسباب، نحن لاننكر ان الجاني يجب ان ينال جزاءه العادل سواءآ كان قاصدآ بفعلته او غير قاصدآ، لكننا لسنا من يمثل القانون والمحكمة والدولة ، فالقانون حتما سيقتص من الجاني وهناك حق خاص لعائلة المتضرر وعام للمجتمع.

لابد للعشيرة ان تحافظ على مكانتها وتنال إحترام بقية العشائر من خلال ضبط سلوكيات أبنائها وافعالهم بكل حزم وصلابة، فعليها أن تحاسب المخطيء من ابنائها ، ولعل من اهم وأخطر هذه الافعال هي استغلال ابنائها للدعم العشائري ليتجرأ  للإعتداء على حقوق الآخرين وحرماتهم وممتلكاتهم،  مستهترآ بكل القيم الدينية والأخلاقية وبحرمة النفس البشرية التي حرم الله قتلها او الإعتداء عليها الا بالحق.

 ان غياب او تغييب دور الكبار والرموز العشائرية من الرجال الصالحين من أصحاب القيم والأخلاق الذين يخافون الله ولا يضرهم من خالفهم في قول كلمة الحق، الذين لا يقبلون الإساءة مهما صغر حجمها، وكان لهم الفضل، فيما تبقى لدينا من هذه القيم الصحيحة وظهور شخصيات ركيكة وغير واعية لخطورة دورها مدعية تمثيلها (كشيوخ) للعشيرة اسقط هيبة العشيرة وكان له الأثر البالغ  وهو السبب لما نراه في مجتمعنا من سلوكيات وأفعال جامحة ومشينة وغريبة على مجتمعاتنا ولا تنسجم مع قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.

اننا أمام مسؤولية اخلاقية تتطلب ان يساهم فيها الجميع في محاربة هذه السلوكيات الشاذة ولا بد أن تعيد عشائرنا الموقرة بناء كيانها لكي تعود إلى ما كانت علية عبر تاريخها العريق والمشرف الذي كان صمام الأمان والحاضنة الاجتماعية

ولكي تعود منظومة القيم والأخلاق كما كانت علية والتي كانت هي هويتنا الوطنية التي حملها أجدادنا  وأبنائنا ونالوا بفضلها إحترام العالم بأسره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك