منهل عبد الأمير المرشدي||
لم يزل البعض من الناس يرغبون بشراء الدجاج الحي وليس المجمّد من سوق الدجاج حيث يقوم صاحب المحل يذبحها ومن ثم يقوم العامل لديه ب(هلس) ريش الدجاجة بينما كانت أغلب المطاعم أيام زمان تذبح الدجاج بالأيدي ومن ثم يقوموا بتنظيفه و(هلسه) باليد ايضا ليتم وضعه في الشوايّة .
علما إن ذلك كان دليلا على كثرة الخير وقلّة الدجاج المستورد إضافة الى رفعة الذوق العراقي حيث يرغب الكثير من الناس بتناول كل شيء تازة وطازج .
كان ذلك سبب لأن يختار اصحاب المطاعم الكبيرة والتجار ذوي الأسواق الغذائية الى تشغيل العاملين الخاصين بعملية تنظيف الدجاج وهلس ريشه وعادة ما يشتغل في هذا العمل العمال الكسالى ومحدودي الذكاء ومن يعاني إزمة العقل والضيم والفقر معا حيث يكون واجبه هلس الدجاج فقط ويسمونه ( ابو الهلس) .
حتى إشيع مثلا شعبي عند غالبية ابناء الشعب العراقي يطلق على كل غبي أو ابله او فاشل ومبؤوس منه ولا يرتجى من خيرا فيقال له (ابو الهلس ) .
اليوم وبعد ان تطور الزمان وتبدلت ألأزمان وصار تنظيف الدجاج بماكنات كهربائية أو افران حرارية بالماء الساخن وتغيرت الدنيا وصعد من صعد ونزل من نزل فتحول وبقدرة قادر بعض الذين كانوا يعملون بهلس الدجاج الى رؤساء شركات كبرى وأصحاب متاجر ومطاعم ومصانع بل إن البعض منهم وفي ليلة وضحاها صار يلقب بالدكنور او المهندس او ألأستاذ فضلا عن المثقف او صاحب المعالي والفخامة .
المشكلة لا تنتهي هنا بل إن المشكلة الأكبر والعلّة التي توجع القلب هي أن نرى مصير الناس الشرفاء والعقول والكفاءات والبلاد والعباد تحت سطوة ورحمة ابو الهلس .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha