علي فضل الله الزبيدي ||
الدول المتطورة التي تمتلك امر سيادتها، تجد قرارتها ومقررتها متزنة مهابة تلقى صداها في الداخل والخارج، ذلك يتأتى من مبدأ التأثر المتزن بالاحداث الداخلية وكذلك الخارجية وخصوصا الخارجية منها كوننا جزء من محيط اقليمي ودولي، وبحكم المؤثرات الجيو سياسية، ووفق هذه الحسابات البسيطة مع الاخذ بنظر الاعتبار ان الدولة والامة شخصية معنوية تستمد وجودها وكيانها من ابنائها وساسة اكفاء يديرون دفة البلد، والقاعدة المنطقية تكون همة الانسان بقدر امانيه وطموحاته، فالسياسي صاحب المباديء والذي يهتم لامر البلد تجده عالي الهمة والشكيمة لا تثنيه الصعاب عن طموحاته، والسياسي الراغب بنيل السلطة لاجل السلطة، تجده متذبذب مترنح لا يرى الا مصالحه الشخصية وقد تكون الابعد هي المصالح الحزبية.
في العراق ابتلينا بكثير من الساسة، هم الات وادوات متحركة وان عدوا من صنف البشر، جمع كبير منهم يتم التحكم بهم عن بعد، وكأنهم معينون من دول خارجية، ولم يتم انتخابهم من العراقيين، وان كان وللأمانة، فإنهم لم ينتخبوا فعلا، بل جاءوا عبر بوابة الشبهات عبر التلاعب بنتائج الانتخابات، او تفضل عليهم رئيس الحزب او التيار باصوات غيرهم، ليجعل منهم عبيدا لقرارته، لا ما تقتضيه المصالح الوطنية داخل البرلمان العراقي.
مصداق لما ذهبت اليه في شأن العملية السياسية في العراق، البيان الذي خرجت به وزارة الخارجية قبل ايام، حول استهجان الحكومة العراقية لقيام القوات اليمنية باستهداف مستودعات شركة ارامكو الصهيو سعودية.... إنه لأمر مخز للحكومة العراقية أن تصل لهذا المستوى من (الانحطاط الانساني) فهل تعلم حكومتنا بمجاعة اليمنين وابادتهم؟ ومن يقف وراء تلك الافعال الشنيعة التي يندى لها جبين الانسانية؟ يا وزير خارجية العراق، من الاولى بالاستهجان والشجب والاستنكار بل والمقاطعة، هذا لو توفرت لدى حكومتك السيادة او قليل من الضمير والانسانية؟ القاتل! أم المقتول؟ الجاني أم المجني عليه؟ المعتدي أم المعتدى عليه؟ الساكن في وطنه ودمه مستباح؟ ام العابر لحدوده ويوزع الموت على الابرياء؟
يا وزير الخارجية، أن اليمن بلد يرزخ تحت خط الفقر بعد ان نهبت السعودية والامارات خيراته ، واقتطعت جزءا" من اراضيه، وعطلت موانئه، وهذه الدول فعلت فعلتها مع العراق أيضا"، إلا أن الله من علينا بالخلاص وبفضل دماء شهدائنا الزكية الطاهرة، وإن كانت المؤامرة مستمرة باتجاه العراق، والمرحلة القادمة تعتمد على نخر العراق من الداخل بمعونة من استأجرته السعودية والامارات.
أعود لموضوعة البيان الصادر من خارجية العراقية، وأذكر الوزير ووزارته، وفق العلاقات الدولية وقوانينها، من المفترض ان تكون السياسة الخارجية مبنية على معيار (التعامل بالمثل)، وهنا أسأل؛ العراق يتعرض يوميا لعمليات ارهابية، هل سمعتم ببيان لوزير خارجية السعودية؟ يدين فيه تلك العلميات الارهابية او يستنكرها،قطعا لا، إذن لماذا هذا الانحطاط والتدني بالسياسة العراقية الخارجية، وفق أي معيار جاء بيان الخارجية العراقية، فمن حيث الجانب القانوني وفق العلاقات الدولية، لم يراعى جانب التوازن والمثل بالتعامل، ومن الناحية الانسانية، كان الاولى ان ندين ونشجب بل ونقاطع السعودية، بسبب حجم الارهاب والاجرام الذي ترتكبه بحق المسلمين اجمع، لا سيما في اليمن والعراق وسوريا وووو.
اقول لاصحاب القرار السياسي في العراق، وكما قالها ابي الاحرار الحسين (عليه السلام)لعبيد الله بن زياد وجيشه وهو جيش يزيد عليه اللعنة ومن ناصره:
إن لم يكن لكم دين، فكونوا احرارا" في دنياكم