كندي الزهيري||
على ما يبدو أن سنة ٢٠٢٠ لا تنوي أن تنتهي على خير إن كان على المستوى المحلي العراقي أو الإقليمي والدولي.
نذهب بعيدا قليلا عن الشأن الداخلي العراقي المعقد ولا حل له - إلى الشرق منا قليلا بالتحديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي اخترقها جهاز الموساد الإسرائيلي والأمريكي، وهي خطة لجر إيران للصراع المباشر مع الأمريكيين في الخليج قبل انتهاء ولاية ترامب، الذي ينوي أن يزيد من ماسات الجنود الأمريكيين وكذلك دول الخليج - حدثت جريمة اغتيال أودت بحياة العالم الإيرانية نووي الكبير محسن فخري زاده بخسارة أخرى لمحور المقاومة بعد أن خسر قادة النصر من نفس العام، وبنفس الطريقة من الغدر.
نلخص أبعادها كما نراها:
* الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
هي خسارة للجمهورية الإسلامية أن تفقد أحد خيرة أبناءها، الجميع يعلم حجم العالم بالنسبة للدولة، وكيف يكون له أثر ومعنى كبير في نظام تلك الدولة بقائه وموته، فكيف سيفسر الجهاز المخابرات الإيراني والاستخباري، مدى اختراق العدو إيران؟ وكيف وصل إلى عالم من علماء المهمين بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة والمحور المقاومة عامة!!.
* على الصعيد الشخصي:
هي ربح للشهيد أن يختتم مسيرته بالشهادة لكونها المسار الصحيح لكل حر يريد وجه الله، فما بالك إذا قضى عمرا في خدمة تقوية الإسلام كعلوم وقوة انطلاقا من قوله تعالى ((وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِنْ قُوَّةٍ وَمِن رِبَاط الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) )) بعد أن قدم لبلاده ومؤسساتها المعنية بالشؤون النووية والدفاعية كل ما كان عنده من علوم وخبرات - نال الشهادة وهو قريب من سنّ التقاعد، فكان لكرامة الشهادة.
* عمليا:
لن تتضرر البرامج النووية والدفاعية الإيرانية، فهي قد استفادت من جميع الخبرات العلمية للشهيد، وقد أمّنت ما بحوزتها من علومه ومشاريعه بالكامل، فهناك الإف من طلاب الشهيد الذين تخرجوا على يده.
* أمريكيا وصهيونيا:
الجريمة لا تتعلق بعرقلة البرنامج النووي لإيران. . بقدر ما هي ذات بعد انتقامي، ومخطط لجر إيران والدخول في حرب لا يعرف مداها.
إضافة لبعدها السياسي المتعلق بالأزمة الخانقة التي يعيشها المجرم نتنياهو وهو هروب للأمام وبعد الأنظار عن الأزمات الداخلية التي يعيشها الكيان الصهيوني، والفشل الكبير الذي مُني به المجرم ترامب والمراهنون عليه في المنطقة والعالم، إن كان في السياسية الخارجية أو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تم طرد ترامب من قبل الشعب الأمريكي، لكونه جعل أمريكا في خطر أكبر من ذي قبل، وأصبحت أمريكا أضعف ومفتتة من الداخل وأن كان الإعلام لا يظهر ذلك.
* إنها انتقام جبان من قادة جبناء سيبصق عليهم التاريخ، ولن يذكرهم إلا بالعار، لكونهم لا يستطيعون أن يواجهوا بالعلن، فكل حركتهم تكون غدرا.
على إيران ومحور المقاومة ألا ينساقوا خلف تلك الأحداث، إلى حرب يريدها ترامب وعلوج الإعراب، ولا يريدها الشعوب المنطقة العربية والإسلامية والعالمية، كذلك مراجعة شاملة حول تقيم الوضع، من حيث الاختراق الغير مسبوق من قبل أجهزة المخابرات إن كان في إيران أو في الحركات المقاومة كافة، فمن الضروري اليوم أن يكون أمن تلك القوات وشخوصها بعيدة كل البعد عن أي اختراق للمخابرات
(( وَلَا تَهِنُوا۟ فِی ٱبۡتِغَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِ
إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا یَرۡجُونَ
وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمًا))
https://telegram.me/buratha