المقالات

تم حذف هذه الرسالة..!

1338 2020-12-02

 

حمزة مصطفى ||

 

يقترح عليك الفيس بوك أصدقاء قد تعرفهم وقد لاتعرفهم. يمنحك اليوتيوب فرصة مشاهدة وسماع "ياما للشام" لصباح فخري أو "تحت التفاحة" لفهد بلان أو "يامخاذات الولف" لسورية حسين. أما الواتساب فقد "شك الجفن" بين مواقع التواصل الإجتماعي. أقصى الفايبر وبدأ منافسة شرسة مع "تويتر" ولايزال يقدم للنخب الفكرية والسياسية مساحة واسعة من الحوارات والنقاشات. صار الواتس هو وسيلة التداول والتبادل والكلام  الخاص وربما السري والأشد خصوصية كونه لايزال مشمولا بالتشفير. الهاتف لم يعد آمنا بعد كثرة الشكاوى من قيام شركات الهاتف النقال بإخضاع هواتف من تشاء الى المراقبة.

بواسطة الواتس بإمكانك أن تعقد شراكات كثيرة مع النخب حصرا وأقصد  بالنخب طبقا لمفهومنا العراقي. عالميا المقابل للنخبة هي "الإنتلجنسيا" أي طبقة المثقفين والمفكرين والأذكياء. عراقيا تعني النواب والوزراء والصحفيين ورجال الأعمال المثقفين ومن يوالي هذه المستويات ممن تتم إضافته في عشرات وربما مئات الكروبات. كل واحد منا يمتلك صفة إعلامي أونائب أو وزير أو مدير عام أو محلل سياسي وأحيانا إستراتيجي ورجل أعمال يمكن أن يجد نفسه يوميا عند الصباح حيث يحمد القوم السرى مضافا الى عدة كروبات دون أن يسأله أحد, أو محذوفا غير مأسوف عليه من عدة كروبات أخر. 

لايوجد في العادة سبب واضح للإضافة سوى إنك طبقا لتوصيف من يضيفك جزء من النخبة. لاتملك ومن باب المجاملة سوى أن تقول "شكرا للإضافة" وتعود الى النوم إذا كنت فتحت هاتفك في الصباح الباكر. بعد أسابيع تجد نفسك محذوفا طبقا للعبارة الشهيرة "فلان أزالك". أحيانا يحذفك صديق إفتراضي لاتعرفه, يبقى رقما بالنسبة لك حتى حين يزيلك. وأحيانا يكون سبب إضافتك كونك نخبة وإن لم تنتم, بينما يكون مبرر الإزالة أنك لم تعلق منذ شهر حتى ولو تكتب "جمعة مباركة" أو تنشر خبرا طويلا عريضا فطيرا بكل معاني الفطايرية تحت يافطة "منقول".

أحيانا يحصل العكس, فبوصفك نخبة و"بالك عنه" تود إتخاذ قرار يتيحه لك الواتس من بين خياراته العديدة وهي مغادرة المجموعة. وما أن تضغط  على زر المغادرة حتى يدخل عليك "الأدمن" معاتبا .. لماذا خرجت أستاذ؟ هل سمعت منا كلمة  مؤذية بحقك؟ هل نحن لسنا "قد المقام"؟ حيال ذلك لاتملك الإ أن تخجل. ومن أجل مداراة خجلك تبدأ  تبحث عن عذر.لكن غالبا مايكون أقبح من قرار المغادرة. العذر يكون إما "والله ماعندي مجال" أو "طلعت بالخطأ وتكدر ترجعني" ومن هذه البلتيقات. حين تعود نادما تنام عليك الطابوقة في هذا الكروب لأنك لن تستطيع المغادرة مرة أخرى. الواتس ورطة في الإضافة وفي الإزالة ومابينهما. فلابد من نقاش أو إبداء رأي بصرف النظر إن كان مجديا أم لا. لاتملك أن تسكت لأن للمشاركة إغراء لايقاوم خصوصا حين تهطل عليك اللايكات وباقات الورود بشتى أشكالها وأنواعها وكإنك إكتشفت قانونا للجاذبية عن طريق النومي حامض بدل التفاحة التي خبصنا بها نيوتن ونام تحتها فهد بلان "سنة وشهرين" . لكن لكل شئ ثمنه. أحيانا تتورط بكتابة شئ إما تجده في كروب آخر أو غير مناسب أو بالغلط, فليس أمامك سوى إستخدام أهم ميزة منحها الواتس لرواده وهي ميزة الحذف الممهورة بعبارة تبقى حسرة بقلوب  المتابعين ممن لم يسترقوها في غفلة منك "تم حذف هذه الرسالة".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك