المقالات

مشروع انقاذ عبر اقرب طريق

1389 2020-12-02

 

حافظ آل بشارة||

 

في هذه السنة بالذات ازدادت مؤشرات فشل دولة المكونات في العراق ، الجميع يقرأ هذه المؤشرات بصمت ، وازداد الاعتقاد حتى عند الناس البسطاء ان دولة المكونات والمحاصصة ما هي الا ممر يؤدي الى عوالم النهب والفشل والتقسيم ، وان التمسك بمنطق المكونات لا يبني دولة بحدها الادنى ، حاليا يشكو الشيعة من التنافر بين احزابهم حتى فقدوا اغلبيتهم السياسية ، وفقدوا قدرتهم على بلورة رؤية موحدة لمواجهة الازمات ، كما يواجه السنة حالة الانقسام بين احزابهم وعجزها عن صياغة مواقف موحدة وشيوع الاتهامات بينهم ، اما الكرد فجميعهم يشكو من سيطرة طرف واحد مع اتهامات بالفساد والفشل الاداري ، كان واضحا منذ البداية ان تحويل المكونات الاجتماعية الى مكونات سياسية هو مشروع تمزيق وليس مشروع توحيد ، وستنشطر تلك المكونات من داخلها بسبب المصالح وغياب الروادع ، الغريب ان كل مكون فيه عدة احزاب ، ثم حدثت انشقاقات داخل الاحزاب ، واسباب الانشقاقات مازالت قائمة لذلك ستستمر ، وتجري بمتوالية هندسية فيصبح الحزب حزبين ، ويصبح الحزبان اربعة ، ويصبح الاربعة ستة عشر ، وهكذا ، حتى يأتي يوم تصبح فيه تلك المكونات عاجزة تماما عن الاتفاق حول ابسط الملفات ، ثم يتقدم التشرذم خطوة حتى تصبح الشراذم داخل كل مكون تعادي بعضها الى حد الاقتتال وقد حدث ذلك ! فاذا اراد المحتلون يوما تنفيذ خطة تقسيم العراق الى ثلاث دويلات حسب المكونات الثلاثة فسيفشل التقسيم لأن احزاب كل مكون ستتقاتل لأجل حصصها في الاقليم ، ولا يوجد حل الا بالانتقال من التقسيم الى التفتيت بتحويل كل محافظة الى اقطاعية سياسية لكي تكفي العدد الكبير من المتناحرين ! وستبدأ مشكلة رسم الحدود بين الاقطاعيات ، تليها مشاكل تتوالد من بعضها.

الحل الطبيعي والوحيد ان يشعر الوطنيون من كل المكونات بالخطر (وهم موجودون داخل كل مكون بل داخل كل حزب) ويشكلوا جماعة سياسية ترفض دولة المكونات ، وترفض المحاصصة ، وترفض مشروع التقسيم ، وتجعل المواطنة والانتماء الى العراق هو المعيار الوحيد لبناء الدولة ، ثم يخوضون الانتخابات بقائمة عراقية ذات برنامج واضح ، على ان لا يضموا في صفوفهم احدا ممن شارك في التجربة السابقة الا اذا كان بريئا من ملفات الفساد ، فان فازوا سيشكلون كتلة العراق الموحد في مجلس النواب ، كنواة صالحة ، وسوف تتوسع تلك الكتلة عندما ينضم اليها كل من قرر التوبة والعودة الى الوحدة الوطنية ممن لا توجد ضدهم ملفات فساد او ارهاب او فشل ، وقد يتمكنون من تشكيل الحكومة فيحصل تحول تأريخي اصلاحي وعملية انقاذ بلا اراقة دماء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك