محمد هاشم الحجامي||
لعل مقولة التاريخ يعيد نفسه ماكان لها أن تتحقق لولا تشابه غرائز الطغاة ، وانفتاح شهيتهم للقتل ، والتسلط بشره فيحرقوا الاخضر واليابس ، ويحطموا الحاضر والمستقبل فيصير حاضر الاوطان جحيما والأمل بغد ٍ افضل كابوساً مرعباً .
هذا ما حصل بعراق حكمه رجل متعطش للسلطة والشهرة فحول وطنا اسمه العراق سجنا ومقصلة حينما كان حيا وخرابا وتناحرا بعدما رحل عجز المخلصون أن يوقفوا هذا الزلزال الذي دفع العراقيون ضريبة قاسية منذ تسلط الدكتاتور وبقوا يدفعونها بعد رحيله.
وجاء من أراد تقليده والسير على خطاه فزاد الخراب واتسع الشق على الراقع .
وهو ما يلمسه المتابع لما يجري في ارض الحرمين الشريفين ؛ فمنذ العام 2015 والبلاد تسير بخطى سريعة نحو الدمار والخراب لذات الغايات التي حطمت العراق الا وهي الراغبة بالتسلط والسيطرة لدى امير شاب خالف هو وابوه وصايا مؤسس البلاد بأن تكون السلطة عرضية في ذرية عبد العزيز ال سعود فتنتقل بين الإخوة الأكبر فألأكبر لتصل بعدما يرحل أبناء المؤسس جميعا إلى طبقة الأحفاد . ولكن ما حصل كان قفزا على العرف والوصية فنقلت ولاية العهد من أبناء المؤسس إلى أحد أحفاده وهو لم يبلغ الثلاثين يوم صعد لولاية ولي العهد .
وهنا الشق بدأ في صفوف الأسرة فهم ما يوازنون السلطة حفاظا عليها من الضياع فلم يوصي أيٌّ منهم لابنه بولاية العهد لأنهم يعلمون جيدا أنها القاضية ولنقل البوابة التي تفتح للطوفان بابا ؛ فبقي التداول بين الإخوة مستمرا وسلسا .
حتى جاء ملك متحكم به من ابن طموح يريد أن يخلق لنفسه مجدا ويوجد له في صفحات التاريخ اسما يباهي به جده المؤسس ، ويبعد كل مطالب بنصيب له في السلطة والحكم .
فأبعد من كان قبله من ولاة العهد وسجن من رآه حجرا في طريقه ، وضيّق وغيّر ، وتلاعب بثوابتِ بلادهِ فاظهرها دولة بعيدة عن الفكر الوهابي الذي قامت عليه !! .
وتحالف خارجيا مع زعماء متعطشين للسلطة مثله كترامب ونتنياهو ؛ وانْ سخط عليه من سخط فالغاية تبرر التحالفات ، وتهدم الثوابت وتحطم البناء الذي ادّعتْ لعقود مملكة آل سعود إنها تسير عليه - وإن كان في الظاهر المعلن - فزالت ثوابت وتساقطت عقائد وافكار .
إنه الطوفان قادم .
فصدامهم سيحرق العرب ثانية . إنها قيامة العرب التي إما تسوقهم إلى الجحيم وإما في النعيم ؛ فيكونون على سررٍ متقابلين إن أحسنوا التصرف .
وما أحسبهم يحسنون صنعا ......