قاسم الغراوي ||
منذ سقوط النظام السابق ومع تعاقب السلطات التي حكمت كان التوافق حاكما على الدستور بحيث أحجم مفهوم الكتلة الأكبر التي تتحمل مسؤولية وجودها من أهميتها ضمن القيم الديمقراطية والدستورية ومع نهاية كل انتخابات تبرز هذه المشكلة.
جميع المكونات فاقدة الثقة فيما بينها وبين قادتها وحتى في التجمع أو الائتلاف الواحد بدليل أننا نقرأ أو نتابع غالبا لقاءات واجتماعات بعد خلافات تدعو لميثاق شرف وهذا ناتج لفقدان المصداقية وغياب الثقة في التعامل بين الاطراف .
البيت الشيعي تشظى ولايمكن لملمة بقاياه ولكل كتلة رؤيتها وتوجهاتها ونوع العلاقة مع بقية الأطراف والغالبية تبحث عن وجودها ومصالحها ومكاتبها واعتقد الصورة واضحة في شخوص العملية السياسية التي اقحموا فيها القتلة والارهابيين إلى مستويات متقدمة في المسؤوليات ومركز القرار.
ومع هذا التشظي فقدت القاعدة الشعبية ثقتها بقادتها لأنها لم تقدم لهم شيئآ أو تهتم بمحافظاتهم فكانت التظاهرات المطالبة بالحقوق.
رغم أن التيار الصدري يعد قاعدة عريضة وملتزم بقيادة السيد الصدر إلا أن الانشقاقات وملفات الفساد أخذت الكثير من جرفه وظهور تشكيلات لتجمعات جديدة تعلن استقلاليتها عن التيار الصدري مع اقتراب موعد الانتخابات لعدم ثقتها بوعود الإصلاح التي نادى بها السيد مقتدى الصدر مع بقائها على تقليد السيد محمد صادق الصدر
مع فكرة الاصلاح العقائدي الذي يريده سماحة السيد مقتدى الصدر إلا ان المجتمع يعاني من انحلال عقائدي كبير وواضح ولايمكن معالجته بعد هذه التصدعات بسهوله مع التدخلات الخارجية على الخط.
كتب السيد مقتدى الصدر تغريدة يطالب فيها القوى الشيعية بوحدة الصف وإعلان ميثاق شرف عقائدي للدفاع عن الإسلام ومذهب اهل البيت عليهم السلام ومواجهة من أسماهم بالصبيان الذين لا ورع لهم ولادين .. وهو يقصد بذلك عصابات الجوكر التشرينية ..
السيد مقتدى الصدر هو الذي روج للخطاب العلماني المدني وغرس في رؤوس أتباعه مفاهيمه تحت شعارات (الوطنية ) وضم لتياره العلمانيين والشيوعيين حتى بات (بعض ) من أتباعه يقعون في شباك الأفكار المعادية للإسلام وللتشيع ويتحولوا الى أواني يتم تفريغ كل الأفكار المسمومة التي تبثها مواقع وصفحات وفضائيات المنظومة الإعلامية والتي بدأت أعراض سمومها تظهر في جسد التيار الصدري ، لذا فإن الخلافات واضحة بين الشباب التشريني وشباب التيار الصدري وكم من المواجهات والتصادمات حصلت بينهما .
لا أعتقد ان السيد مقتدى الصدر قادر لان يقود العراق نحو الإصلاح ويقضي على الفساد ولا الكتل السياسية تمنحه الثقة في ذلك وتقدمه عليها مع تصريحه بأنه سيحصد اصوات الأغلبية في الانتخابات ويشكل الحكومة بقيادة التيار .
تغيرات كثيرة وانشقاقات كبيرة ولعنة الفساد تلاحق الغالبية من القادة والتدخلات الدولية ستؤثر حتما على نتائج الانتخابات مع منافسة قوية للشباب وفقدان ثقة القاعدة الشعبية بقادة الأحزاب الكهول وماالت اليه الامور سترسم خارطة جديدة يفقد فيها الشيعة السلطة التنفيذية في الوقت الذي تبقى حصة الاكراد في رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان للسنة خط احمر لا يمكن تجاوزه مع مشاركتهم في السلطة التنفيذية.
دعوة السيد مقتدى الصدر لهذا الميثاق مرتبط بما يطمح له بعد نتائج الانتخابات على أن لايبتعد عن قادة الأحزاب السياسية الشيعية في محاولة لإعادة العلاقات بعد أن مرت بفتور بفعل المواقف القلقة التي أساءت لهؤلاء وأحوالهم ومعتقداتهم وأفكارهم من قبل تصريحات ومواقف التيار الصدري.