المقالات

اربيل اخر معاقل الدكتاتورية القبلية في العراق..!


 

محمد علي السلطاني ||

 

الدكتاتورية مصطلح لاتيني الأصل، وهو يمثل شكلأ من اشكال انظمة الحكم المطلقة القابضة على زمام السلطة في دولة ما ، و تختلف في قسوتها وطبيعتها وفقأ للظروف والامكانيات المتاحة لها ، وقد تدار من قبل شخص او جماعة او حزب ، كما وتختلف في الية وصولها للسلطة ، فمنها ما يصل اليها عبر الوسائل الديمقراطية ، واخرى عبر الانقلابات العسكرية الدموية في الغالب ، كما في استيلاء البعث على السلطة في العراق .

وغالبأ ما يسبق ويرافق  الدكتاتورية ايديولوجية او نظرية معينة ، تستخدم للخديعة والاقناع والتوطئة الذهنية للجماهير ، لتكون فيما بعد ستارأ تستتر فيه على انتهاكاتها وجرائمها ، ورافدأ من روافد تغذيتها .

فقد تستخدم الدكتاتورية القومية او العرق او الدين ... لخ ، من مفاهيم تتلبس بها ، وتعتنقها لتسوق نفسها بهدوء لجماهير واسعة تقع عقولها تحت تخدير تلك المفاهيم  .

لقد روجت الدكتاتورية البعثية للأيديولوجية القومية العربية قبيل وصولها للسلطة ، وخدعت الامة بشعارات الامة الواحدة ، تلك الشعارات التي قتل تحت بريق زيفها الملايين ، واخرج من القومية العربية مئات الالاف من العرب بدون ذنب !، وغصت السجون والمقابر باابناء الامة العراقية الأبرياء .

بالتالي شكلت تلك الجرائم والانتهاكات الظروف الملائمة ، التي حفزت البعض من القيادات السياسية لكردية لتطوير مشروع الانفصال الكامن ، الذي كان من المفترض أن تزول أسباب وجوده بعد زوال الحقبة الصدامية وسلطتها الغاشمة ، ومشاركة الكرد مشاركة واسعة ومباشرة في  الدولة العراقية ومراكز صنع القرار ، بصورة لم يشهدها التاريخ العراقي من قبل !!

إلا ان استيلاء القبيلة على مفاصل الحكم في الاقليم ، وتحكمها المطلق فيه ، يرافق ذلك التعكز ايديولوجيأ على مشروع الدولة القومية الكردية، وتعزيز نزعة الانفصال، حول القبيلة وزعيمها وحزبها الديمقراطي الى حالة دكتاتورية ، فرضت فيها ارادتها واحكمت قبضتها على مفاصل الاقليم ، واتضح طغيانها السياسي باستئثار القلة وتحكمها في مصير الامة ، وفي انعدام العدالة الإجتماعية بابتلاع  مقدرات الاقليم وثرواته، من منافذ وكمارك واستثمارات وشركات وتهريب للنفط ومشتقاته لحساباتهم الخاصة وغير ذلك كثير !!

في حين تركت الأمة الكردية ،التي خدعت خلف سراب الانفصال، وإقامة الدولة القومية الكردية، تلاقي وحدها مصير الفقر والعوز والحرمان ، فلم تعد تلك الشعارات مقنعه للشعب الكردي وهو يكتوي بجحيم السارقين ، وما تشهده الساحة الكردية اليوم ، من غليان وتفجر للأوضاع  ، من اضطرابات واحتجاجات مطلبية ، خير شاهد على ذلك ، كما وان الطريقة الوحشية التي قمع الأبرياء المطالبون بحقوقهم المسروقة ، يفضح زيف الفاسدين والعملاء .

حيث اكد الشعب الكردي، وعبر شعاراته المرفوعة ، رغبته الصادقة بالعودة الى الوطن الام ، والخلاص من قبضة الانفصاليين ، وادرك ان خيمة الوطن الكبرى هيه الكفيلة بحمايته ممن صادر حقوقه ، بالتالي نحن نشهد اليوم نهاية طبيعية لدكتاتورية حزبية قبلية ، فالرفض الشعبي دائرته تتسع ، ولسلطة بدء الشعب الكردي بتقليم اظفارها وتقوض اركانها ، وما هي الا بداية النهاية لاسدال الستار على اخر حقبة دكتاتورية قبلية في العراق .

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك