كندي الزهيري ||
ينظر البعض إلى حجم الدمار والخراب والفقر في بلدان المقاومة من الناحية المادية، معتبر ذلك انتحار وأسلوب غير صحيح، مسار خاطئ، لكون البلاد لن تتقدم حسب قانون السفاح والعقول المدمجة التي تركب وتدار من قبل آلة الشيطان وجنوده.
فيأتي ويسال ويعتقد أنه أكبر من مستوى الشعوب المقاومة! ، فيقول وباللسان سم وعقل مصطنع وتحظر مغشوش لا طعم فيه، لماذا تقاومون، أوليس الحياة أمامكم الإعمار ناطحات سحاب دولار أبواب الدنيا أمامكم، فما جنيتم من هذه المقاومة غير الدم وخراب بلدانكم، بين حصار وجوع، وانعزال وكره العالم لكم؟ ؟ .
إذا سكت الزمان عن المظالم قاوم ثم قاوم ثم قاوم، المقاومة، مفهوم إنساني، وحق مشروع، وروح الشعوب الحرة، معروف في القوانين السماوية الدولية، والأعراف الإنسانية الأصيلة، وله ضوابط وروابط وآدابه وثقافته وأخلاقه ومنهاج كتب بيد الكرماء. والمقاومة، في مفهومها العام، هي ردة فعل حقيقي مجتمعية واعية متسلح بسلاح الثقافة والإيمان، ضد واقع مرفوض واقع منحل وفاسد، أو غير مشروع، أو لمواجهة استبداد والاستكبار والهيمنة الشيطان، أو استعباد أو ظلم أو تمييز أو احتلال أو قهر الشعوب التي ترفض أن تذل.
الإيمان بقدرة الشعوب على تجسيد إرادتها أفعالا وتثبيت حقوقها، هو أساس خيارها المقاومة وضمانتها لتحقيق النتائج على الأرض بعزم وصدق. بينما تعتبر الحاجة النابعة من ظروف المجتمع الذاتية طبيعية وخصائصه المحلية هي العامل الرئيسي لنشوء المقاومات الشعبية منظمة ومحددة، وليس بقرارات حكوماتها غير القادرة تلبية احتياجاتها بخدمة الشعوب.
نحن نقاوم الفساد والجهل، نقاوم الضلم وصانعه، نقاوم كل من يود القيام باستبعاد الشعوب أو سرقتها، نحن نقاوم كل انحلال وكل شائعة تريد أن تحرق البلاد، نحن نقاوم من أجل الحياة، نحن نقاوم من أجل الحرية والكرامة والعدالة، نحن نقاوم من أجل غد مشرق للأجيال القادمة، نحن أحرار الاننا نقاوم، نحن أحياء الاننا نقاوم، نحن الحاضر والمستقبل الاننا نقاوم.
قد فتحت الأبواب السماوات والأرض لنا، وان زعم الآخرين أنهم يضيقون الخناق علينا! ، فوالله أنها أوسع علينا مما يتصورون، فقد ارتدينا درع الإيمان وتمسكنا بحبل الرحمن، وتوكلنا على رحيم كريم ينصرنا، الاننا ببساطة قاتلنا وقاومنا عدوا الله وعدونا، ففتح لنا أبواب الجهاد ورزقنا حسن الخاتمة فمن دون الخلق رزق الله أحبائه المقاومون الشهادة والحب بقلوب الناس، والرعب بقلوب الأعداء أولياء الشيطان.
نعم اليوم أن نظرنا إلى عالم المقاومة ستجد التطور الذهني والعلوم الطبية التطبيقية الذرية منها والفضائية حتى أصبح العالم بأيديهم، أما من ارتضى أن يكون عبد ذليل خاضع وماد رقبته للشيطان قد خسر الحياة الدنيا وخزي فيها فضلا عن آخرته.
وكما تمثل مفهوم المقاومة، العودة إلى الذات من خلال منهجية بناء الذات الثورية المناضلة ضد الفساد من الداخل والاستعمار من الخارج، وأهمية تطوير ثقافة للمقاومة تعي التحديات التي تواجهها الأمة، وتبني رؤية متماسكة ومتطورة لفكر المقاومة تصب في فعل المقاوم.
وكما تشكل الثقافة بمحاورها المتعددة مرآة حقيقية لحاجات المجتمع وقضاياه في كل زمان ومكان، كما أنها الوسيلة الفضلى لإخراج الناس من عزلتهم إلى فضاء التفاعل الإنساني، وبتنوع قدرات البشر ودوافعهم الذاتية تتفاوت وظائفها وأهدافها؛ وحيث أن الثقافة بمحاورها جميعا تشكل الحامل الفكري والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والإعلامي والتقني الذي يميز كل مجتمع عن غيره.