🖋️ الشيخ محمد الربيعي||
[ ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ]
الحمد لله الذي أمر بالجهاد في سبيله، و وعد عليه الأجر العظيم و النصر المبين، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في كتابه الكريم: [وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ] ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و خليله أفضل المجاهدين و أصدق المناضلين و أنصح العباد أجمعين صلى الله عليه و على آله الطيبين الطاهرين، و على اصحابه الذين تمسكوا بعترته الطاهرة و لن يتخلوا عن الركوب بسفينة النجاة ، الكرام الذين باعوا أنفسهم لله و جاهدوا في سبيله حتى أظهر الله بهم الدين و أعز بهم المؤمنين، و أذل بهم الكافرين .
محل الشاهد :
فإن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات ، و من أعظم الطاعات ، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون و تنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض ، و ما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين و إعلاء كلمة الدين ، و قمع الكافرين و المنافقين .
اننا عندما نتحدث عن يوم النصر الذي كان على ذات العقيدة الفاسدة دواعش و الدول التي ساندتهم و اسستهم و دعمتهم عن صفحة انطوت بعون الله تعالى ، و ذلك كان بفضل المرجعية و رجال الحشد المقدس و القوات المسلحة العراقية ، يجب علينا ان نركز على بجانب مهم جدا ، ان ما قدمه اولئك الابطال رحمة الله من استشهد منهم و حمى الله من بقى منهم و شافى الله من جرح منهم ، يستلزم منا رد ذلك الفضل ، و يكون ذلك بعدم نسيان مواقفهم النبيلة ، التي كان ثمنها دماء سالت و ارواح زهقت ، و اعضاء قطعت ، و أسر يتمت و عاشت مرار اليتم ، علينا و على كل شخص منا و بالخصوص السياسيين و الحكومة ان تتحلى بصفة الوفاء لرد ذلك الفضل ، من خلال اتخاذ سلوك ادارة البلاد و العباد بمنهجية النزاهة و الكفاءة و المساواة في تطبيق كافة الاحكام ، و عدم الخضوع للمحتل ، ومن باب رد الفضل لشهداء ، على الحكومة الاعتماد على ذوات التخصص و الكفاءة في ادارة مؤسسات الدولة ، و يجب ان يكون المعيار هو مصلحة الدولة و ليس المصالح الخاصة ، على الحكومة متابعة اسر الشهداء و عدم جعلهم في ندم العيش ان ذويهم ضحوا بانفسهم على من نكر معروفهم ، فهذه مسؤولية عظيمة في رقاب السياسيين و من هم في محل المسؤولية في ادارة الحكومة ، كما ان المسؤولية لن تكون بعيدة على الامة من هذا الجانب ، حيث على كافة المؤسسات و بالخصوص مؤسسات المجتمع المدني التي غيب دورهم الاجتماعي و غير الاجتماعي بالكامل و التجمعات و المؤسسة الدينية، و الاحزاب و اصحاب الاموال ، و ماشابه دعم عوائل الشهداء و متابعتهم ، كما ان على الحكومة و تلك المؤسسات استذكار ذلك الدور البطولي الذي سجله و حققه اولئك الرجال في ميادين الدفاع عن الوطن من خلال توثيق تلك المواقف في مناهج التدريس الى ابنائنا ، لتكون حافزا للأجيال و شاهدا على بطولة اولئك الرجال و استذكارا لهم ، فمثل هذه الذكريات تحفظ الجيل من الاهتمام فقط بالتميع و تجعله يفهم ان الوطن محتاج الى الرجال الأقوياء لحفظه و حفظ ثرواته و شرفه .
نسال الله حفظ العراق و شعبه
ــــ
https://telegram.me/buratha