قاسم الغراوي||
ظلت القضية الفلسطينية لعقود من الزمن جوهر الصراع مابين الشرق والغرب متمثلة بالصهيونية وحليفتها الإدارة الأمريكية وحلفاءها وبين غالبية الحكومات العربية وشعوبها لايمانها بعدالة الصراع التاريخي بين وجود الشعب الفلسطيني وكيان غاصب للأرض والوجود والتاريخ .
شهدت الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي خاصة إلى تقلبات في أجواء السياسة وتبدل في مناخ المواقف تجاه الكثير من الاحداث وانعكس ذلك بشكل واضح على القضية الفلسطينية وامست في ميزان العرض والطلب من قبل أوصياء غير مؤتمنين عليها.
التخاذل والتراجع في الأنظمة العربية وخصوصا الملكية والتطبيع مع الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية أصبح يأخذ مديات ومبررات أخرى بالوقوف مع الكيان الصهيوني وإدانة الفلسطينين والقاء اللوم عليهم فيما وصلت إليه قضيتهم التي كانت في يوم ما قضية العرب الكبرى ومن أجلها عقدت المؤتمرات والتظاهرات والحروب .
بلا خجل ولا وجل ولا تردد سار الملوك والأمراء نحو محطات بقطار التطبيع برحلة نحو الكيان الصهيوني بعد أن مهدت لهم الطرقات للوصول بسلام وأمان
فمن الامارات الى البحرين وسبقتها الاردن ومصر والسودان .
والمغرب يعترف اليوم بفخر بعلاقاته مع الصهيونية منذ التسعينيات ويحدثتا بسذاجة بأن العلاقات معها لايعني تطبيعا في الوقت الذي تقود فيه السعودية قطار التطبيع وهي تنتظر أن تكمل تأثيرها في بقية الدول بهذا الاتجاه لتختم هي بالاعلان الرسمي الذي سبقه تصريحات متتالية لهذا التطبيع المشين لينكشف ظهر الفلسطينين لللعراء والطعن.
سكة قطار التطبيع أمست مفتوحة دون ممانعة أو اشارات أو خطوط حمر وتفرعت منها محطات في دول التطبيع والغريب في الأمر أن غالبية هذه الدول كانت مؤتمنه للإشراف على المقدسات في فلسطين ك المغرب والأردن والسعودية فكانوا هم من السباقين الاوائل الذين عفروا جباههم بالذل والهوان والعار .
سيذكر التاريخ تفاصيل رحلة العار نحو التطبيع ولن يرحم الشعب العربي تلك المواقف التي ساومت على القضية الفلسطينية .
العرابون الذين ناصبوا العداء للمسلمين والعرب في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وقتلوا شعوبها بالمال والسلاح هم أنفسهم الذين تامرو على الفلسطينين وسيمنحون الشرعية للأعداء بذبحهم.
https://telegram.me/buratha