المقالات

بايدن وعقبة ترامب


جواد العطار

 

اعلان ادارة الخدمات الامريكية رسميا فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية نهاية الاسبوع الماضي فتح الباب على مصراعيه للمحللين والمراقبين لتوقع سياسة الرئيس القادم وتوجهاتها داخليا وخارجيا. ورغم عدم إقرار ترامب بالخسارة لحد الان الا انه أعطى الضوء الاخضر لانتقال السلطة الى الادارة الجديدة... فهل نلمس تغييرا حقيقيا للسياسة الامريكية بعد فترة ترامب؟ وهل بايدن قادرا على النهوض بالمهمة الجديدة ورسم خطا جديدا في تعامل الولايات المتحدة مع الملفات الدولية المطروحة؟.

ما افرزته الانتخابات الامريكية الاخيرة من تقارب في النتائج بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي ترامب وبايدن يؤكد بما لا يقبل الشك بان سياسة الفريقين الداخلية والخارجية متقاربة في المفاهيم والمبادئ الا في بعض المفاصل الدعائية الانتخابية من قبيل النظرة الى سياسة الهجرة وسور ترامب الذي يفصل الولايات المتحدة عن المكسيك والتعامل مع فيروس كورونا وغيرها من القضايا الفرعية التي في اغلبها ذات طابع داخلي حتى في موضوعة العودة الى منظمة الصحة العالمية.

إذن التعويل على تغيير كبير في سياسة الفائز الجديد بايدن في غير محله ، ممكن تحدث بعض التغييرات المدروسة والتي لا تعتمد نهج ترامب الاحادي الرأي ... الا ان التعويل على بايدن يجب ان لا يكون كبيرا لعدة اسباب منها: انه رجل كبير كان له بصمة في السياسة الداخلية والخارجية لعقدين ماضيين اولا؛ وهو غير مستعد لتغيير جذري قد يعرض تأريخه للخطر وهو في اخر مراحل حياته. وثانيا؛ العقبات واللمسات التي وضعها ترامب في طريق خليفته لن تجعله حرا بالتصرف بالسرعة الممكنة وبالذات في مواضيع مثل: الملف النووي الايراني والتطبيع العربي مع اسرائيل والتواجد الامريكي في العراق الذي يضم حاليا اهم القواعد العسكرية الامريكية في حرير وعين الاسد. وثالثا؛ في ظل التوسع الروسي في سوريا وجنوب افريقيا والمتوسط فان إدارة بايدن ستكون مقيدة بأدوات استراتيجية تحاكي التوسع الروسي والتنين الصيني الكامن ، لذا فانه سيسعى الى تعزيز التواجد الامريكي في الشرق الاوسط والاماكن الهشة حتى افغانستان وفي مد اليد الطولى للولايات المتحدة في الكثير من القضايا الدولية تحت مبدأ "امريكا اولا".

لذا فان الرئيس بايدن وادارته ستكون مقيدة بما فعله ترامب طيلة فترة رئاسته وبالذات الأشهر الاخيرة ، ولن تتحرر من قيودها قبل اربع سنوات قادمة على الاقل ، وقد لا يسعفه العمر لإكمال فترته القادمة او للفوز برئاسة ثانية لاستكمال مشواره في التغيير المنشود.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك