قاسم الغراوي ||
إن سقوط نظام البعث في العام 2003 كان السبب الرئيسي في الانفتاح على إنشاء الأحزاب السياسية في العراق ، وبدأ معها الصراع على المغانم وزيادة العنصرية والطائفية فيه مما جعل منه خلية للتتنافس بصورة مميتة بين هذه الاحزاب على السلطة ومع التوتر الامني في البلاد وفقدان الثقة بين الشركاء صار العراق ساحة للصراع بين هذه الأحزاب .
بعد أن كان أغلب أعضاءه موجودين في الخارج ويعملون كمعارضين في الدول المعادية للعراق تم استدعائهم من قبل قوات الاحتلال الأمريكي والبعض الآخر جاء على ظهر الدبابة.
الكثيرون منهم قفز للمشهد السياسي العراقي وباتوا قادة وزعماء صدفة . ومع كون العراق أهم بلدان المنطقة والشرق الأوسط ، ويعد في نظر العالم من الدول القائدة للمنطقة سياسيا واقتصاديا وحضاريا وثقافيا يساعده في ذلك موقعه الجغرافي ولما يتمتع به من تاريخ عريق وحضارة امتدت آلاف السنين إضافة إلى الاداب والطب والبحوث.
لم يتحمل (القادة) أو أحدهم للاسف مسؤولية هذه الخلفية المشرفة للعراق من تاريخ وحضارة فبدلا أن يمد وشائج التواصل ويعي الدرس مع هذا التاريخ في ظل التحديات والتوترات والتغيرات الجيو سياسية انحدر النظام الديمقراطي الجديد نحو آفاق جديدة بعيدا عن الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والبناء المؤسساتي والعمراني وتغول الفساد بشكل مرعب .
أصبح هؤلاء (القادة) من أهم أسباب تدمير الدولة والمجتمع نيابة عن اعداء العراق وهذا متفق عليه من الغالبية العظمى للشعب العراقي وكانوا وسيلة سهلة بيد امريكا والدول التي تكره صعود ونهوض العراق .
نحن لاننكر التحديات الأمنية من القاعدة ود11عش وتدخل دول الجوار في الشأن العراقي وهي أحد أسباب الفشل في إدارة الدولة بسبب غياب الخطاب الوطني الموحد والتخطيط الاستراتيجي للدولة ، فالتناحر وعدم الرضا والمصالح الحزبية والبحث عن المغانم والابتعاد عن اختيار الأفضل والاكفأ من المهنيين والاختصاص لإدارة الدولة في المواقع المتقدمة ساعد كثيرا في التراجع العراقي بين الأمم في كل شي .
في الفساد متقدمين وفي التعليم متأخرين وفي النمو الاقتصادي في اسفل قوائم التصنيف وفي الفقر والبطالة فائزين .
الكل ينهش بجسد العراق وأبنائه في عوز وبطالة وقهر وجوع والسياسيين متخمين بالسحت الحرام ومازال يئن من الجراح ومااستراح وهو على قارعة مصالح العالم فمتى يتعض هؤلاء ويرممون سقف العراق وجدرانه بدل أن يرمموا بيوتهم وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت.
https://telegram.me/buratha