المقالات

السقوط الذي لا قاع له


 

الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي||

 

          كثيرة هي الاخطاء التي نرتكبها أو نقع عليها من حيث نعلم أو لا نعلم, وبعض هذه الاخطاء قد تدرك فيذهب خطرها ويستقر أثرها, وبعضها لا يدرس فلا يمكن محوها, والمصيبة أن منها ما يتعلق بمصير الاجيال فتنتقل من جيل إلى جيل ويثبت مرارتها؛ ليبقى وصمة عار على من تفنن في صنعها أو أنجر إليها لسوء في التدبير أو هروب من واقع قد استقر لحتمية الضعف وعدم التحكم إلى المستقبل ومصير الذات والمجتمع, فيكون المآل إلى النهايات الفضيحة والقبيحة التي لا تذهب شؤمها ولا يمكن مغفرتها فيتبعها آهات الملايين, ويترتب عليها اللعنات والويلات وأصوات الناعين إلى قعر غير معلوم فيهلك فيه ضمير الانسان ويفسد الملح الذي لا يمكن اصلاحه. 

          أن الأيام الماضية كشفت عن الهرولة العربية المفضوحة بقيادة إمارة الشر الديوثة نحو التطبيع المخزي والمذل مع اسرائيل الخبيثة, وهذا الأمر الذي تبنته الامارات فسارعت بنفسها وساقت الاخريات إليها ما هو إلا تجاوز ساخر على حقوق المواطن العربي بشكل عام والاسلامي بشكل أخص في هذه الدول التي انتكست بفعلتها الشنيعة, فعلقت مصير أجيالها بثقافات دخيلة أقل ما فيها من الخطورة أنها تدعوا إلى شياع المثلية وتجارة الدعارة والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يبقي على الاسلام كدين وعلى العقيدة كسلوك؛ ليستقر الامر بين الشعوب العربية على تقبل اللادين وعولمة الفحش والكبائر في الوسط الاسلامي على نحو أخص.

          أن مسألة مصادرة حقوق الأفراد في المجتمعات ليست إلا تدبيراً اسرائيلياً امريكيا لإبقاء حالة السفاهة وتكريس الجهل واستعباد الحمير وبالتالي فرض السيطرة والهيمنة على الشعوب وقياداتها الفاسدة للحيلولة دون وصول هذه الشعوب إلى أن تكون حرة أبية تدير نفسها وتهتم بأبنائها وتحافظ على ثقافتها الاسلامية التي شرَّعها الاسلام وبيَّنها الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله, وحذر من الوقوع في مصيدة اليهود الذين كانوا ولا يزالون يكيدون للمسلمين بشتى الطرق والوسائل باعتبار أن قانونهم يميل إلى ثقافة ان الغاية تبرر الوسيلة.

          لذلك يستلزم الامر صحوة شعبية عربية بربيع فكريٍّ اسلاميٍّ ينطلق من روح الثورة الاسلامية لإنقاذ ما تبقى من الكرامة في الشخصية العربية المؤمنة بدعوة الاسلام, وهذا بحد ذاته ينقلنا إلى حتمية المواجهة بين الشعوب العربية الاسلامية الأبية والحرة وبين قيادتها التي ارتضت أن تلقي بنفسها بين أحضان اسرائيل وأمريكا وعلقت آمال شعوبها بالتطبيع المهين والمشين, وأما إذا سكتت الشعوب العربية على جرأة قياداتها الفاسدة وتأقلمت مع الوجود الاسرائيلي والامريكي فعلينا أن نعترف بأننا نتوجه إلى السقوط الذي لا قاع له ولا يمكن أن لهذه الامة أن تتسمى بأمة الاسلام, فالاسلام منهم براء.   

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك