اياد رضا حسين ||
لقد بلغ عدد الكيانات والاحزاب التي تقدمت للمشاركة في مزاد وبورصة الانتخابات النيابية المقبلة اكثر من اربعمائة وثلاثون لحد الان ولا ندري كم سيصبح هذا العدد عند اقتراب موعد هذة الانتخابات . ؟
ان هذا الرقم يثير الاندهاش والتساؤل ، اذ لايوجد له مثيل في اكبر دول العالم سكانا ومساحة ،،، ان كل هذه الاحزاب والحركات والقيادات ، وبهذا العدد الكبير العجيب الغريب ، وكل هذه المجاميع الا النادر القليل ، هي في واقع الامر ترنو من الترشيح والاشتراك في الانتخابات هو الحصول على المنافع المادية وخاصة الاعتبارية وليس لها هدف اخر (موقع وجاه وسطوة وسمعة ومنزلة واعتبار، والتى اهمها الحمايات وسيارات الدفع الرباعي وغير ذلك (سيما وان عضوية المجلس النيابي تمثل الشأن والاعتبار في العقل الباطن لشخصية الكثير من العراقيين منذ العهد الملكي) ،،، بسبب نزعة حب الظهور والزعامة والسيطرة والتنمرعلى الاخرين ، وهي نزعة موجودة في هذة الشخصية لا تجد لها مثيل في اي مكان من الكرة الارضية (وخاصة في المجتمعات والاشخاص الاقل تحضرا وثقافة والاكثر تعربا وبداوة حتى في عقلها الباطن).
اما العناوين والمسميات الرنانة الطنانة فماهي الا ضحك على الاخرين والتلاعب بعصبياتهم الدينية والطائفية والقومية والقبلية والفئوية وغيرها.
فالعنوان شيئ ، والسلوك والتوجه والحقيقة وواقع الحال شيئ اخر تماما ، ومع كل هذا فالعوام من الناس لايزال ينبهر وينخدع ويركض وراء هذة الخزعبلات .
ان من التساؤلات الكثيرة التي تطرح حول هذة الانتخابات ، هو ماهي البرامج الانتخابية لهذا الكم الهائل من الشخصيات ، كما هو موجود في معظم دول العالم ؟؟! فنحن لم نرى لمثل هذه البرامج في الانتخابات السابقة سوى التركيز على الالقاب القبلية والعشائرية ، ولا نعرف بالضبط ماهي علاقة هذة الالقاب والعناوين الاسرية بالبرامج الانتخابية او الهدف الاساسي من اجراء عملية الاقتراع ؟؟ !! وهل يوجد لمثل هذا الشيئ في الدول الاخرى ، او حتى في البلدان الاكثر تخلفا في العالم .
ان الحكام ان كانوا من النظام السابق اوالذين جاءوا من بعدهم فقد خدعوا الشعب وضحكوا عليه وادخلوه في الف داهية ومصيبة ومع كل هذا فان هنالك جموع كثيره لم تتعظ لحد الان بهذه العبر والدروس القاسية ، وانما لازالت تتحدث عن الانتصارات الباهرة المزعومة والهامات العاليه وتهتف وتصفق وترقص للحكام الظلمه واعوانهم وجلاوزتهم وتهرول نحو صناديق الاقتراع لانتخاب الفاشلين والسراق والمتخلفين والاخرين الذين لا يصلحون حتى موظفي استعلامات .
ان استمرار هذا الحال وعلى هذا المنوال وهذه المهزله فان مصير هذا البلد سوف لا يختلف عن مصير دول تشرذمت وتمزقت وتفرقت وما حدث بعد الحربين العالميتين وحرب البلقان في التسعينيات من القرن الماضي والحروب الحديثة ، له خيردليل لما الت اليه هذه الدول وكيف اصبحت الان .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha