المقالات

أزمات المنطقة وكذبــة "الحياد" في العراق


  أحمد عبد السادة ||   ما أن تعلن موقفاً أخلاقياً متضامناً مع إيران أو "أنصار الله" أو "حــــزب اللــــه" ضد مخططات واستفزازات وتهديدات وحــروب ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد حتى ينبري لك دعاة "الحياد" بالاعتراض وبترديد عبارات ببغاوية لئيمـــة وغير واقعية تبناها وروج لها بعض القادة السياسيين العراقيين، وتدور هذه العبارات حول فكرة أن العراق يجب أن لا يزج نفسه في صراعات المنطقة وأنه يجب أن يبتعد عن "سياسة المحاور"!! دعاة "الحياد" هؤلاء يتكلمون عن الابتعاد عن سياسة المحاور وجغرافيات الصراع وكأن العراق جزيرة معزولة عن ما يحدث في المنطقة من صراعات واستقطابات حادة، أو كأن موقع العراق الجغرافي يقع بجوار فنلندا أو الدنمارك وليس في وسط فرن الشرق الأوسط الملتهب، متناسين بأن تنظيــم داعــش الإرهــــابي المدعوم أمريكياً وإسرائيلياً وتركياً وسعودياً وقطرياً عندما اجتاح الأراضي العراقية ووصل إلى حدود بغداد وضعنا تلقائياً مع محور مناهض ومحارب للإرهــــاب التكفيـــري وداعميه وهو (محـــور المقاومـــة) الذي اصطف معنا لمكافحة وبـــاء داعـــــش. لم يكن لدينا خيار آنذاك سوى الانضمام لمحور المقاومــة - وهو انضمام مشرف - للدفاع عن وجودنا، في وقت كان فيه دعاة "الحياد" يحتضنون وسائد الجبــن والهلع أو يحتسون قهوة اللامبالاة الباردة أو يمضغون علكة الخيانـــة والتواطؤ مع العــدو بحجة "الابتعاد عن سياسة المحاور"!!  دعاة وقادة وساسة "الابتعاد عن سياسة المحاور" في العراق يشبهون تماماً دعاة وقادة وساسة "النأي بالنفس" في لبنان، فكلهم يتسترون خلف قنـــاع "الحياد" لتبرير خيانتهــم لبلدهم وشعبهم ولإخفاء تعاونهـم مع العــدو وللظهور بمظهر "الوطنيين المستقلين"، في حين أنهم مجرد أدوات وبيادق بيد محمد بن سلمان ومحمد بن زايد اللذين هما بالنهاية مجرد بيدقين بيد ترامب ونتنياهو. لكل دعاة "الحياد" في العراق أقول:  الحياد لن يحمي العراق من أن يكون في قلب الاعصار، وذلك لأن العراق تم وضعه في دائرة الاستهداف أصلاً لأنه لم يقبل بأن يكون رقعة شطرنج للمخططــات الأمريكية الإسرائيلية السعودية، ولأنه لا يمكن أن يتحول إلى بندقيــــة بيد ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان ضد محـــور المقاومـــة، وقد تضاعف الاستهداف للعراق عندما أصبح يمتلك قوة ضاربـــة اسمها "الحشد الشعبي". لقد كنا قبل دخول داعـــــش للعراق في وضع الحياد، وتعاملنا مع ما يجري في سوريا بحيادية. ماذا جنينا من حيادنا؟ وهل منع حيادنا هذا وصول داعـــــش إلى حدود بغداد قادماً من سوريا!؟ وهل منع ذلك الحياد تحول العراق إلى هدف بعد سوريا؟!!. يجب أن نعرف بأننا مستهدفــون كجزء من محـــور مستهــدف في المنطقة شئنا أم أبينا، وهذا المحور (محــور المقاومـــة) هو الذي اصطف معنا في مواجهة داعـــــش وصانعيها وداعميها، ولولا هذا المحور لكنا لقمة سائغــة تحت أضــراس المحور الآخر الداعم لداعش، ولهذا فإن الاصطفاف مع محــور "حليف" ضد محــور "عــدو" هو أمر ضروري للدفاع عن وجودنا والحفاظ على قوتنا. لسنا بمعزل عن الاستهــداف ولا يمكن أن ينفعنا "الحياد" في شيء إذا تم استهــداف حليف لنا تمهيداً لاستهدافنا لاحقاً. متى يفهم دعاة "الحياد" ذلك؟!!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك