المقالات

♦️ المقاومة والسياسة♦️


 

🖋️ الشيخ محمد الربيعي||

 

[ لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ]

المقاومة ان اردنا ان نعطي لها مفهوما بسيطا ظاهريا ، بعيدا عن الجانب العميق نقول : هي و ظيفة دينية و وطنية و قومية لمواجهة حالة الاحتلال ، و الهادفة الى البقاء الارادة و الصمود .

و المقاومة هي تعبر في حد ذاتها عن  الارادة الشعبية و يكون عملها ضمن الاطار الاستراتيجية الوطنية الشاملة بحيث لا يجوز احتكارها لجهة دون جهة اخرى ، بل هي حق مشروع للجميع ، و تكون ناجحة و ذات الثمار اليانعة اذا كانت متفقة عليها من جميع الجهات ، و تكون جميع الجهات مراعية توجهاتها و انطلاقاتها الضوابط الشرعية و الوطنية و ان تكون مبتعدة عن الأنانية و حب الظهور .

و المقاومة لها  اشكال متعددة قد تتطلب في جانب من جوانلها الخيار العسكري ، او الخيار الثقافي الفكري .

و المقاومة منهج جاء تشريعه في كل الاديان و بالخصوص في شريعة الخاتم محمد ( ص ) ، بل كان من المواضيع ذات الاهتمام المكثف و المؤكد عليه ، ضمن ضوابط قد تختلف في منهجيتها عن المنهج بعض انواع السياسات الغير مؤمنة بعقيدة المقاومة  ، و هنا تكمن المشكلة و الخلاف بين رجال يجدون ان سبيل المقاومة سواء العسكرية و الثقافي الفكرية واجب ضد دول الاحتلال و الاستكبار و بين رجال سياسة ترى ان المهادنة و العلاقة معها مقبولة ولا ضير فيها ، و هذا ما يلمس اليوم من بعض السياسات التي  تقبلت فكرة التطبيع مع اسرائيل ، فأكيدا من يؤمن بالتطبيع مع اسرائيل  بالضرورة لن يؤمن ايمان معمق ان الجهاد ضد دول الاستكبار و الاحتلال مقبولا او مرضيا .

ان اختلاف خطوط بعض السياسات مع المقاومة اختلاف من نوع  العقائدي الذاتي ، لان السياسة بمفاهيمها العامة لم تكن معارضة للمقاومة ، و انما سلوك بعض الملتصقين بالسياسة جعل من السياسة بصورتها الظاهرية ضد المقاومة و رجالها، بل هناك من سياسيين من تجد ظاهره شيء و باطنه شيء اخر .

ان السياسة لا تعارض بمفهومها الخاص و العام منهجية المقاومة ، و انما كما قلنا الملتصقين بعنوان السياسة و الذين لا يفقهون من السياسة  شيء و الذين يحاولوا و حاولوا ايجاد هذا النوع من الخلاف  .

كما اننا نؤكد ان المقاومة لها مفهوم و منهج واحد و هو مقاومة الاحتلال ، و الحفاظ على بيضة الاسلام و الذي شرع ضمن الضوابط الشرعية الخاصة به ، و متى ما كانت المقاومة بغير هذا الاتجاه وغير هذا المنهج ، فأكيدا عندها تفقد قدسيتها و شرعيتها .

الرحمة والرضوان الى جميع الشهداء المقاومين .

اللهم احفظ العراق و شعبه

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك