منهل عبد الأمير المرشدي||
في عشرينات القرن الماضي وفي السنين الأولى من تأسيس الجيش العراقي جاء بشبوش الى بغداد مع أمه ليعيش في بيت خاله بعد وفاة أبيه في النجف الأشرف .
كان عمر بشبوش ثمانية عشر سنة وحاول أن يبحث عن عمل ليعين أمه لكنه لم يحصل على فرصة عمل فتطوع في الجيش والتحق الى معسكر التدريب .
في أول يوم له كان واقفا في ساحة العرض الصباحي جاءه الضابط المسؤول وسأله بصوت مرتفع . ما أسمك ؟
فأجابه بشبوش بصوت عال وبقوة .. نعم سيدي . بشوش سيدي .
قال له .. إسمك الكامل ولدي .. قال .. بشبوش عبد السادة سرحان سيدي ..
قال له الضابط .. جيد ابني بشبوش لماذا تطوعت في الجيش وجئت هنا .؟
قال بشبوش . تطوعت في الجيش سيدي حتى ادافع عن الوطن سيدي .
فرد عليه الضابط : ممتاز جدا وأجبني بصدق وصراحة ولدي بشبوش إذا كنت واقفا على حدود الوطن وجاءك خمس من الأعداء وانت لا تملك سوى خمس إطلاقات في البندقية فماذا تفعل ؟ قال بشبوش : أرميهم ب(صليّة) واحدة سيدي واقتلهم جميعا .
قال له الضابط : بارك الله بك بشبوش انت رجل شجاع ولكن اذا جاءوك عشرة من الأعداء وانت لديك خمس إطلاقات ورمانة يدوية فماذا تفعل ؟
قال . سيدي اذا جائني عشرة أقتل منهم خمسة برمية (صلي) وأرمي الرمانة على الخمسة الأخرين واقتلهم وتبقى حدود الوطن نظيفة سيدي .
قال الضابط والله انت بطل يا بشبوش ولكن إذا كانوا عشرين من العدو وانتهى عتادك ولم يبقى عندك ولا حتى إطلاقة واحدة فماذا تفعل؟
قال بشبوش سيدي أمزقهم بحربة البندقية ولا اترك اي منهم يدنس ارض الوطن .
صاح الضابط بأعلى صوته انت بطل يا بشبوش وهنيئا للوطن بالشجعان امثالك ولكن اذا جائوا لك ثلاثين جندي من العدو وطائرتين وانت لا تملك غير البندقية فماذا تفعل ؟
تحسر بشبوش وتنهد وقال: (سيدي أحط طلقة براسي واخلص من هالوطن التعبان المابيه غير بس بشبوش يدافع عنه .)
بشبوش اليوم هو الوسط بشبوش اليوم هو الجنوب بشبوش اليوم هو الفرات الأوسط بشبوش اليو هو الغيرة والنخوة والشرف والشجاعة هو الحشد الشعبي والشرفاء فقط حيثما كانوا في العراق , والوطن هو الوطن لكن ضابط اليوم لا يفهم ما قيمة بشوش وما وزنه وما قداسة الوطنية التي يحملها في جوانحه وبين نبضات قلبه وماذا سيحصل بالوطن لو مات بشوش او إختفى أو تغيّر ؟؟؟
رحم الله الضابط ورحم الله بشبوش ورحم الله الوطن .
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha