اياد رضا حسين ||
اشار احد الناشرين على صفحته في الفيسبوك لظاهرة الولاء المطلق والاعمى وعبادة مايسمى بالزعامات والقيادات في الواقع الاجتماعي والسياسي العراقي ،،، وقد وجدت من المفيد التعليق على هذا الموضوع لاهميته وانتشاره الواسع وضرره البالغ والكارثي على الكيان العراقي ، حيث يعتبر من اهم العوامل والاسباب التي اوصلت هذا البلد الى هذه الماسي والويلات.
فاقول :- لقد جاء الاسلام العظيم لانقاذ البشرية وانتشالها من الجاهلية والظلمات ألى النور والاخذ بيديها وتخليصها من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ،،، ان عبادة البشر هي من اشد انواع الشرك خطورة وضررا وذنبا ، فالمشركون كانوا في الجاهلية يعبدون الاوثان والاصنام التي من الحجر او الخشب وهي لاتضر ولاتنفع ، اما جاهلية هذا العصر فهي اشد كفرا وجهلا وهذا هو الذي جرى ويجري في الواقع العراقي الكارثي والمأساوي ، والمنتشر هذا الانتشار الواسع والكبير ، فهي تعبد في الحقيقة شياطين الانس ، الذين دمروا البلاد واهلكوا العباد وتسببوا في هذا الخراب الذي لايعرف مداه وتداعياته الا الله ...
ان عبادة الزعيم اوالقائد اوالمسؤول ، تعتبر من اعظم الذنوب والاثام والكبائر التي يرتكبها بني البشر فاضافة الى كونها تنم عن شخصية هزيلة ووضيعة وخبيثة وتنم عن الشعور بالنقص والدونية ، فهي من ناحية تشرك في عبادة الله عبادة اخس والعن المخلوقات.
وهي من ناحية اخرى تعتبر من اهم الاسباب التي تدفع وتشجع هؤلاء الارباب للتمادي والاستمرار في الاخطاء والتهور واذلال واستعباد الجماهير وتخريب البلاد واهلاك العباد والقاء الامة من تهلكة الى اخرى.
وهذا الذي ذهبنا اليه اصبح في واقع الامر اهم ماتميزت به العلاقة بين العوام من الناس والزاعامات والقيادات وتحت اي عنوان عندنا في العراق ، على الرغم ان معظمها لاتستحق حتى ادنى من هذا الوصف لضحالتها وانهزاميتها وخلفيتها المشكوك فيها ، ومنذ عقود خلت والى يومنا هذا .
لقد كان العقاب الالهي للامم البائدة ، التي عبدت الاوثان والحجر كقوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم بأشد انواع العذاب ، كما قال تعالى ((فمنهم من ارسلنا عليهم حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون)) .
اما العقاب الالهي الذي سلطه الله سبحانه وتعالى على العراقيين الذين عبدوا الجبت والطاغوت من شياطين الانس ، فيبدو انه كان اشد واعظم ، وهو الموت البطيئ ، فمن مصيبة الى بلوى ومن كارثة الى نكبة خلال اربعين سنة الماضية ، والقادم مجهول ، وقد يكون العن واسوأ . اما المصير النهائي فهو كما اشار اليه سبحانه وتتالى بقوله ((انكم وماتعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون)) .
واذا كان هنالك من يعترض بدعوى ان هذا السلوك وهذا الشرك هو ليس من مسؤولية الجميع !!
وهنا علينا ان نتذكر ما ورد في قوله تعالى((واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب )) .
ـــــــ
https://telegram.me/buratha