المقالات

ثأرنا من سنخ ثائرينا

1150 2020-12-31

 

🖊 ماجد الشويلي ||

 

رغم  أن الثأر حقٌ شرعي لولي الدم كفلته شرائع السماء المقدسة ، حتى أنها سمحت له بالعفو والتسامح مع الجاني بكيفية معينة.

 إلا أن الثأر في بعد من أبعاده يجدر أن يتناسب مع المثئور له ، خاصة في البعد الإعتباري والمعنوي ،وهو قضية أعمق  وأشمل من القصاص الذي يقتضي ((العين بالعين والسن بالسن))

فالثأر غير القصاص ، إذ أن القصاص يعني التكافؤ  بين الجاني والمجني عليه من جهة ، ومن جهة أخرى يعني استنفاد الحق وبطلان المطالبة بأكثر منه بعد وقوعه.

إلا أن الثأر غير ذلك تماما ، فهو يشمل القصاص بالسوية ، ولايتوقف عنده.

ولعل هذا المعنى واحد من تلك المعاني التي حملها تعبير ((ياثأر الله وابن ثأره)) الذي نقرأه في الزيارات المأثورة عن أهل البيت ع بحق الحسين ع.

فالله سبحانه قد انتقم من قتلة الحسين ع في الدنيا ، وأخزاهم فيها ، والصق بهم اللعن الى يوم القيامة .

فمامعنى أن يكون الحسين ع ثأر الله بعد ذلك لو كان الأمر محصوراً بالقصاص ، غير أنه كفالة وضمانة بقاء النهج الذي استشهد له الشهيد وقتل لأجله القتيل صاحب المشروع النبيل .

إنني أفهم أن الثأر إدامة واستمرارية الخطى التي سار عليها الشهيد وصولاً لتحقيق أهدافه التي استشهد لإجلها .

أفهم أن الثأر الحقيقي هو ليس القصاص من الجاني فحسب ، بل عبر قهر أعداء الشهيد ، وإبطال مشاريعهم ،ومساعيهم ، وتخليص الناس من شرورهم .

إن هذا المعنى الذي يمكن لنا تلمسه من كلام الإمام القائد الخامنئي من أن ((الثأر لدماء الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج المهندس (رض) لن يكون بأقل من إخراج أمريكا والقوات الأجنبية من غرب آسيا)).

نعم لن يكون بأقل من مواصلة الدرب واكمال المسيرة التي ابتدأوها.

ولن يكون بأقل من تنشئة أجيال تعشق الشهادة ، وتؤمن بالقيم التي استشهد لأجلها شهدائنا الأبرار .

إن الثأر للشهيدين يعني أن نعمل على تحرير العقول التي احتلتها مفاهيم الغرب المناوئة لديننا وقيمنا   كما حرر الشهداء أرضنا.

إن الثأر للشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج المهندس (رض) أن تبقى اللحمة والأخوة بين الشعب الإيراني والشعب العراقي  ، وتنسجم أرواحنا  بحب أهل البيت ع ، وتستمر كما كانت عند الشهيدين حتى اختلطت دماؤهما ولحومهما وعجنتا سوية .

إن الثأر لدماء الشهيدين ؛ يعني أن نستمر بعداء من عادياه ومحاربة من حارباه،

وأن نحمل الوعي الذي كانا يحملان.

إن الثأر للشهيدين الكبيرين ؛ يعني أن نبقى على يقظة وحذر، حتى لانفجع بمثلهما ثانية !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك