كندي الزهيري ||
إن الله عز وجل حين خلق آدم عليه السلام، سخر له الكون وجعل كل شيء في خدمته الفعلية وطوع أمره، أن الكون ما هو إلا انعكاس طبيعي لما يريد الإنسان وما يتوافق مع نفسه، وكما معلوم والمسلم به أن الله عز وجل يعلم دواخل الإنسان وما يهوى لذلك جعل الله عز وجل له ما يريد إلا في بعض الحالات التي تكون موضع اختبار.
إن الصورة ما هي إلا انعكاس طبيعي للشخص الذي يقف بالجهة المقابلة لها،
إذا إن الخير والشر ما هو إلا انعكاس طبيعي لما في داخلنا أي أننا نشاهد باطننا في البيئة التي ارتضينا أن نكون فيها، وهي ناتج جمع بين ظاهرنا وباطننا يساوي ناتج البيئة والضرف والحالة التي نمر بها.
يقول الإمام الصادق عليه السلام ما من عبدا أسر خيرا فمضت الأيام، إلا وأظهر الله له خيرا، وما من عبد أسر شرا فمضت الأيام، إلا وأظهر الله له شرا. ماذا يعني كلام الإمام الصادق عليه السلام في هذه الكلمات، تعني وبالمختصر أن عالمك الخارجي نتاج عالمك الداخلي، أي أن ما يصيبك في الخارج نتاج نواياك في الداخل، فإذا رأيت البركة ورأيت الخير الكثير، وإذا رأيت التوفيق وتيسير الأمور في حياتك ناتج كل هذا يعني أن نواياك طيبة، نواياك الحب نواياك الإصلاح نواياك الصدق نواياك الخير إنتاج الآخرين واتجاه نفسك.
وإذا رأيت انعدام البركة وسلب التوفيق، فعلم أن نواياك الداخلية نوايا شر وضغينة وحسد وسوء وحقد. هل تعلم كم هذا الأمر خطير أي إذا كانت الظروف المحيطة بنا كانت غير جيدة وغير منسجمة معنا، قبل أن أوجه الاتهام للجهات الخارجية المحيطة بنا، علينا أن نعود إلى داخلنا نعيد ترتيب نوايانا نبحث عنها ونعيد ترتيبها وأرشفتها مرة أخرى، ألانه النوايا خطيرة جدا
ألانه ما يدور وما يكون فيها يؤثر بشكل خطير على خارجنا.
لهذا يصر آل البيت عليهم السلام، على ضرورة الرجوع إلى أنفسنا وعلاجها ألانها تتحول إلى خارجنا بالصورة التي تكون عليها النفس الداخلية وما تظهره من نوايا.
هناك الكثير من روايات آل البيت عليهم السلام في هذا الخصوص وبهذا المعنى منها:
- عن الإمام علي (عليه السلام): طوبى لمن صلحت سريرته، وحسنت علانيته، وعزل عن الناس شره.
- عنه (عليه السلام): من حسنت سريرته لم يخف أحدا.
- عنه (عليه السلام): صحة الضمائر من أفضل الذخائر.
- عنه (عليه السلام): الضمائر الصحاح أصدق شهادة من الألسن الإفصاح.
- عنه (عليه السلام): عند تصحيح الضمائر يبدو غل السرائر.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أسر ما يرضي الله عز وجل أظهر الله له ما يسره، ومن أسر ما يسخط الله تعالى أظهر الله ما يخزيه.
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما أسر عبد سريرة ألا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لعمر بن يزيد وقد تعشى عنده إذ تلا هذه الآية: * (بل الإنسان على نفسه بصيرة. . . ) يا أبا حفص ما يصنع الإنسان أن يتقرب إلى الله جل وعز بخلاف ما يعلم الله جل وعز، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول: من أسر سريرة رداه الله جل وعز إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
- عنه (عليه السلام): من أراد الله عز وجل بالقليل من عمله، أظهر الله له أكثر مما أراد، ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله أبى الله عز وجل إلا أن يقلله في عين من سمعه.
- عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان.
- الإمام علي (عليه السلام): لكل ظاهر باطن علي.
إذا أردنا التوفيق والنجاح والخير بشكل شخصي أو عام علينا أن نحسن نوايانا ونتوكل على الله عز وجل، وأن كنا نبطن شر وحقد وحسد وسوء فكر ونية سنفشل بالتأكيد وأن كان كل العالم معنا، أن خارجنا مرهون بداخلنا. . .
https://telegram.me/buratha