محمد هاشم الحجامي||
من يتابع وسائل الإعلام من فضائيات ، ومواقع تواصل اجتماعي ، وصحف ورقية ، وكتب ، وندوات ، وغيرها يجد هناك هجمة شرسة ، ومتعمدة ، ومنسقة ضد الشيعة في العالم ، والعراق بالأخص .
وهذا الهجمات تتم بأدوات بعضها ناعمة ، وبعضها الآخر خشنة فيتم تسفيه ، وتسقيط كل ما هو يمت للتشيع بصلة ؛ فالعقيدة ، والمناسبات ، والأحداث ، والشخصيات الدينية ، والسياسية ، والاجتماعية ، والفكرية يتم تسفيهها بعقل ، ووجدان الشيعي ، وتحويلها إلى مثلبة يحاول الشيعي التنصل منها ، والتبري من معتنقيعا .
فالفكرة المهدوية فكرة خرافة هكذا يصور الخصم للشيعي الشاب ، والذي هو المساحة الواسعة المستهدفة بالتحطيم ، وأنها فكرة لا يتقبلها عقل ، وانعدامها منطقا ، ويسوق سفسطات باطلة ، واشكالات جاهلة حولها ، والتي منها كيف لشخص يعيش لأكثر من ألف عام وما فائدة وجوده ، ولم لا يخرج لينصر اتباعه ، وهكذا ، وكأنه هو الإله ، ومن له الحق في ترتيب أولويات السماء ، وتوزيع الأدوار ، والمواقع ناسيا جهلا أو قلة معرفة أن من خلق هذا الكون العجيب ، والوجود البديع يؤخر الظهر إلى غير محله لمصلحة هو أعلم بها منا .
وتسقيط المرجعية ، ومحاولة التقليل من تأثيرها ومكانتها حلبةٌ واسعةٌ يعملُ عليها العاملون هدما ً ، وتشويشاً ، وتحطيم قداستها في نفوس اتباعها .
وللحسين الشهيد نصيب وافر ، وسهم اكبر في هذا التشويه .
وهكذا يسفهون باقي عقائد الشيعية ؛ مستغلين عدة عوامل منها اجتماعية ، وسياسية ، واقتصادية ، وثقافية ، وفكرية .
ففي وجدان الجنوبي وهو خزان التشيع العراقي الأكبر عدداً ، واصولاً كرهٌ للحكومة التي ارتبط اسمها بالظلم ، والطغيان منذ عصر بني أمية ، مرورا بدولة بني عثمان وصولاً للدولة الحديثة التي فرضت عليه الضريبة الباهظة ( الميري ) ، وسلبت أرضه لصالح المتعاونين معها من شيوخ الإقطاع ، وساقته إلى حروب عبثية ، ومغامرات صبيانية .
وصولا لعهد البعث الذي مثل النموذج الاسوء للدولة الظالمة التي وصل بها الحال أن عدّت انفاس العراقيين ، ووصل الرعب أن يخاف الرجل من زوجته ، وأبنائه حتى شاع عند العراقيين الحيطان لها اذان من كثرة المخبرين ، وكثير من العراقيين أُخذوا على كلمة قالوها ببيوتهم أو قرب صديق أو مجلس خاص .
منع الشيعة من العمل حتى عامل نظافة في العهد العثماني ليستمر الحال مع الدولة الحديثة تهميشا واقصاء ولكن بشكل مختلف فخارطة الوزارات العراقية التسع والخمسين في العهد الملكي رؤساء وزارات ، ووزراء والرؤساء في العهد الجمهوري ، وكبار الضباط ، والسفراء ، والبعثات الدبلوماسية ، وغيرها كانت محرمة على شيعة العراق وأن أعطوا فهو تلميع للنظام ، وذرٌ للرماد كي لا يقالَ نظامُ طائفةٍ واحدةٍ ، مقصية منه الأغلبية العددية .
بعد سقوط الصنم أخذ الشيعة بعض حقوقهم ، وساهموا في مركز القرار والوظائف العليا ؛ وهذا ما أجن المتسلطين السابقين ، والذين خلفهم لذا سخرت اقلام ، ووسائل إعلام ، وجرائد ، ومراكز ابحاث ؛ عملت كلها تصقيطاً ، وتشويهاً .
في قبال تسقيط الحكام الحاليين نجد الخصم يلمع صورة الحاكمين السابقين ، ويحاول خلق قصص لا أساس لها ، وإن وجدت بعض الإيجابيات فهي حالة طبيعية لأنها من صميم مهمة الحاكم اتجاه شعبه فالغاية من خلق القصص وتلميع الطغاة هو غرس مفهوم خاطىء وفكرة مظللة في نفوس الشيعة ، وغرس حقيقة موهومة ، وهي صلاح غير الشيعة للحكم ، والسلطة وأنهم _ اي غير الشيعة _ بناة دولة ؛ رغم أنّ واقع الشيعة في العراق يقول أنّ حالهم تغير ألف مرة ، وظائفا ، ومساكن ، ومؤسسات فالجامعات الحكومية ، والأهلية وصل عددها بالعشرات في بعض المحافظات ، والمدارس تضاعف مرتين أو أكثر عما كان عليه على طول ثمانين سنة ، والمراكز الصحية وحتى الخدمات ، وتعبيد الطرق ، والسفر ، والرفاهية ؛ رغم أنها ليست بمستوى الطموح ، ورغم الفساد الذي كان هو السبب في تأخير ، وتعطيل التنمية .
ــــــ
https://telegram.me/buratha