المقالات

لا .. لن أرتضي لك يا عراق مثل هذا النهج؟!


  عامر الحسون ||   ماذا يعني امتناع العراق عن التصويت في مشروع قرار انهزمت فيه امريكا لاعادة العقوبات الدولية على الجمهورية الاسلامية قبل ايام . المشروع الذي وافق عليه ١٠ اعضاء فقط على رأسهم صاحب المشروع امريكا بمعية أذنابها الممسوخين كاسرائيل والسعودية والمغرب وجيبوتي ويمن منصور هادي، وما شاكل من الدول الضائعة على خارطة العالم كهائيتي ، خالفه ١١٠ دولة في شرق الارض وغربها من اوربا كلها ( بريطانيا ، فرنسا ، السويد ، ايطاليا ، المانيا و...) وحتى الصين وروسيا واليابان وكذا استراليا و كندا ؟! علاوة على دول افريقيا وامريكا الجنوبية واللاتينية كالبرازيل واخواتها واسيا الصاعدة كالهند واندونيسيا وماليزيا ودول الاتحاد السوفيتي السابقة وتركيا واذربيجان وباكستان ، حتى البانيا  وليتوانيا والقائمة تطول . في الحسابات السياسية والستراتيجية كانت هزيمة مدوّية للنمر المتوحش (امريكا - ترامب) ، الذي ظل يمارس البلطجة حتى اخر ايامه وهو يلفظ انفاسه اللازكية وايران صامدة شامخة في حلبة صراع الارادات بفضل صبرها وصمودها . اللافت في المؤيدين (١٠) والممتنعين ال (٤١) وجود معظم الدول العربية (!!) سوى لبنان وسوريا و تونس والجزائر وفلسطين المقاومة. لكن المستهجن وغير اللائق والمحيّر وجود العراق (الأبيّ) بين جوقة التابعين والحاقدين والخانعين والمصلحيين .؟؟ بعض هولاء غاطس بل غارق في الذل والاستحلاب والمهانة ولا جديد في ذلك ، فامريكا بالنسبة اليه كالاوكسجين الذي يتنفس والهواء الذي تصعد الروح اليه ؟! لكن عراق الدماء والشهادة والابطال والكرامة والوفاء ، لا يليق به ان يحجز مقعداً بين التابعين او الخائفين والاذلاء ..  واذا ما سار على هذا النهج فليعلم انه كتب على نفسه الهوان والذل حتى النهاية فلا سيادة ولا استقلال ولا شهامة ولا مرؤة بعد اليوم . عليه ان يُطوّع نفسه ؛ يكتب ويتحدث ، يقرر ويخطط، يبيع ويشتري ،يصادق ويُعادي وفق ما يمليه عليه الصِغار والكبار في السياسة والنفط والاقتصاد ومناهج الحياة والاخلاق وحقوق الانسان وحتى في الاجهاض والحرام والمثليّة وكل مناحي الحياة ؟! هل حقاً كان لِزاماً على العراق ان يسلك مثل هذا المنحى ؟! ونحن نعيش ذكرى جريمة مطار بغداد الغادرة وفيها تجسيد لارقى معاني العطاء والوفاء و التحالف الصادق بين ايران الاسلام والعراق المبتلى. اذا كان هذا الموقف العراقي (البائس وغير المبرر) في هذا التصويت الاممي، يعكس موقف الحكومة المركزية وليس الخارجية الكردية فتلك مصيبة ؟! واذا كان ذلك يعكس رؤية وقرار موظف وضيع او جهة ما في الخارجية او الممثلية العراقية في هذه اللجنة الاممية، دون الرجوع الى بغداد الشرف والكبرياء فتلك مصيبة أعظم ؟! اعتقد ان على الاعلام العراقي الشريف والنخب الواعية والحرة والكتل والشخصيات السياسية الشجاعة ممارسة الضغط والفضح والتقويم لمثل هذه السلوكيات والسياسات التي تكلّف سمعة وكرامة العراق والعراقيين وتفتح الباب على نهج وسياق سوف لا يرحم العراق ولا يجلب له العزة والكرامة ... مشروع القرار سقط كما سقطت هيبة امريكا وترامب ،وها نحن سنشهد بعد ايام ازاحة هذا المعتوه غير مأسوف عليه، والعار يلحقة والخيبة تنتظره وهو الذي كان ومعه شياطين المنطقة يُمنّون النفس بقطع نفس ورمق الجمهورية الاسلامية قبل حلول عامها الاربعين شباط/٢٠٢٠ وها هي تستعد لمغادرة عامها الواحد والاربعين في ١١ شباط ٢٠٢١ . لماذا أجد العراق الكريم العزيز تائهاً بين الصعاليك والاذلاء ؟ لا .. لن أرتضي لعراق الحسين وعلي والكبرياء والشموخ والدماء مثل هذا النهج .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك